أسباب ارتفاع أسعار الأدوية وعوامل تكاليف التطوير الصيدلاني
ترتفع أسعار الدواء بسبب التكاليف الباهظة التي تتحملها شركات الأدوية خلال مراحل تطوير واكتشاف الدواء، والتي تمتد من 10 إلى 15 عاماً، تشمل تجارب مخبرية وسريرية مكلفة، مع احتمالية كبيرة للفشل في الوصول إلى دواء فعال وآمن. بعد ذلك، تحصل الشركة على براءة اختراع تضمن لها حقوق التصنيع الحصري لمدة 20 عاماً، مما يرفع سعر الدواء، إلى جانب عوامل مثل عدد المرضى المستفيدين، طبيعة المرض المزمن أو الحاد، وتكاليف التصنيع للشكل الدوائي النهائي.
خطوات اكتشاف وتطوير الأدوية الجديدة
تبدأ عملية اكتشاف الأدوية بدراسة طبيعة المرض وتغيراته البيولوجية لتحديد الهدف العلاجي، ثم تصميم المركبات الكيميائية المناسبة، أو تعديل أدوية موجودة أو استخلاصها من مصادر طبيعية. تجري اختبارات في المختبر على خلايا أو أنسجة، تليها الدراسات ما قبل السريرية على الحيوانات، ثم دراسات سريرية على البشر في مراحل متعددة لضمان الفعالية والسلامة. المرحلة النهائية تشمل اختبارات على آلاف المرضى، وتصميم الشكل الصيدلاني الأمثل قبل تسجيل الدواء رسمياً في الجهات الرقابية.
متوسط تكلفة تطوير الدواء وأكبر الأدوية ربحاً
يوجد تطوير دواء جديد يكلف حوالي ملياري دولار، وقد سجل دواء “هيوميرا” (Humira) أكبر أرباح عالمياً بـ200 مليار دولار، وهو علاج لأمراض المناعة الذاتية مثل الروماتزم والصدفية ومرض كرونز، وتم تطويره بتكلفة تعادل الملياري دولار.
الفرق بين الدواء الأصلي والدواء الجنيس وأسعارها
الدواء الأصلي هو المنتج الذي اكتشفته الشركة ويحتكر تصنيعه لمدة 20 عاماً ببراءة اختراع، بعد انتهائها يمكن لشركات أخرى تصنيع دواء جنيس مكافئ بيولوجياً، يُباع بأسعار أقل، مع ضمان الجودة والتكافؤ الحيوي، مما يتيح فرصاً للحصول على علاج بأسعار معقولة.
كيف يتم تسعير الأدوية وما العوامل المؤثرة؟
تتنوع أساليب تسعير الأدوية بين الدول، ففي أمريكا تسعير أسعار الأدوية يترك للسوق الحر، بينما الدول الأخرى تنظم الأسعار من خلال الجهات الحكومية أو نقابات الصيادلة، ويأخذ التسعير في الاعتبار تكلفة تطوير الدواء، تكلفة الاستيراد والجمارك إذا كان مواصلاً أجنبياً، حجم السوق وعدد المستفيدين، دعم الحكومات، الاتفاقيات مع شركات التصنيع، وهامش الربح للصيدليات والمستودعات.
لماذا تختلف أسعار الأدوية بين الدول؟
تؤثر عوامل عدة على اختلاف أسعار الدواء بين البلدان مثل السياسات والقوانين المحلية، وجود دعم حكومي، تكلفة الاستيراد والجمارك، وجود مصانع محلية، ونظام التأمين الصحي المتبع في الدولة، كل منها يلعب دوراً في السعر النهائي للمستهلك.
دور شركات التأمين وسياسات ضمان وصول الأدوية الحيوية
في بعض الدول، تؤثر شركات التأمين على أسعار الأدوية من خلال طرق الشراء والتمويل، لكن هذا الدور محدود في الدول التي يوجد فيها تنظيم حكومي صارم. أما بخصوص توفير الأدوية الحيوية للمرضى غير القادرين، فهناك مبادرات عالمية مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود لضمان وصول الأدوية المنقذة للحياة، بالإضافة إلى سياسات وطنية في كثير من الدول تهدف لعدم حرمان أحد من الدواء اللازم.
تعليقات