ارتفاع أسعار الذهب وتأثيره القوي على أسواق الأسهم الخليجية وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة

ارتفعت أسعار الذهب أمس الثلاثاء إلى أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، مدعومةً بتوقعات إعادة فتح الحكومة الأمريكية التي قد تعيد تدفق البيانات الاقتصادية المهمة، وتعزز التوقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. صعد سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5 % إلى 4,137.06 دولار للأوقية، بعد تسجيله أعلى مستوى منذ 23 أكتوبر عند 4,148.75 دولار، مع استمرار الزخم الإيجابي رغم أنه لم يصل بعد إلى قمته القياسية المسجلة في 20 أكتوبر. كما شهدت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.5 % لتصل إلى 4,143.80 دولار للأوقية، مستفيدةً من تجدد المخاوف المالية حول تمويل الإنفاق الحكومي عبر الاقتراض الإضافي، وفقًا لأولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك.

ارتفاع الذهب والفائدة: توقعات الأسواق وتأثيرات الإغلاق الحكومي الأميركي

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي اتفاقًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في التاريخ، الأمر الذي يؤمل أن يعيد إصدار البيانات الاقتصادية المتأثرة، خصوصًا تقرير الوظائف غير الزراعية، حيث ينتظر مجلس النواب الموافقة النهائية خلال الأيام المقبلة، ما قد يدعم التوقعات بخفض أسعار الفائدة. وفي ظل انقسام أعضاء الاحتياطي الفيدرالي حول السياسة النقدية، أشار محافظ البنك ستيفن ميران إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر، في ظل الضغوط الاقتصادية المستمرة مثل فقدان الوظائف في أكتوبر وتراجع ثقة المستهلك إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

دور الذهب كملاذ آمن وسط بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وحالة عدم اليقين

يظل الذهب أحد أفضل الاستثمارات في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يحظى بشعبية بين المستثمرين خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والتجاري، وهو ما يتجلى في استمرار الطلب القوي رغم ارتفاع الدولار مؤخرًا. كما ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.5 % إلى 50.81 دولارًا للأونصة، والبلاتين بنسبة 1 % إلى 1,593.11 دولارًا، والبلاديوم بنسبة 1.3 % إلى 1,433.36 دولارًا، متأثرةً بالإقبال المتزايد على المعادن الثمينة كملاذات آمنة.

بورصات الخليج ترتفع بدعم توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية

شهدت أسواق الأسهم الخليجية ارتفاعات ملحوظة، حيث ارتفع مؤشر السوق المالية السعودية (تاسي) بنسبة 0.1 % مدفوعًا بصعود أسهم مصرف الراجحي ودار الأركان والمملكة القابضة، رغم تراجع سهم أرامكو السعودية بنسبة 0.2 %. كما حققت بورصة دبي مكاسب بنسبة 0.5 %، مع صعود سهم إعمار العقارية. وفي الوقت نفسه، تأثرت أسهم الشركة السعودية للصناعات المتطورة بانخفاض أرباحها الربع سنوية، مما أدى إلى تراجع سهمها بنسبة 6.4 %. تعكس هذه الارتفاعات الثقة المتزايدة في احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وتأثير السياسات النقدية الأميركية على أسواق الخليج المرتبطة بالدولار.

المؤشرات العالمية والعملات: تقلبات مع توقعات بانتهاء الإغلاق

تحسنت المؤشرات العالمية بفضل التفاؤل بإعادة فتح الحكومة الأمريكية، حيث ارتفع مؤشر (ام اس سي آي) العالمي للأسهم بنسبة 1.4 %، وانخفضت أسعار سندات الخزانة الأميركية ما دفع العوائد للارتفاع، مع تحرك المستثمرين نحو الأصول الأعلى مخاطرة. شهدت العملات الحساسة للمخاطر ارتفاعًا مثل الدولار الأسترالي، والنيوزيلندي، والكندي، بينما انخفض اليورو بشكل طفيف. وفي سوق العملات الرقمية، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 1 % لتصل إلى 105,550.98 دولار.