ارتفاع سعر الذهب بقوة ليصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع وسط توقعات مستمرة بالصعود

ارتفعت أسعار الذهب في مستهل تعاملات يوم الثلاثاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مسجلة أعلى مستوياتها خلال نحو 3 أسابيع، بدعم من توقعات خفض جديد لأسعار الفائدة الأميركية، وانحسار المخاوف المتعلقة بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط استمرار ضعف مؤشرات الاقتصاد الأميركي.

شهدت حركة الأسواق العالمية دعماً إضافياً بعد تمرير مجلس الشيوخ الأميركي لاتفاق إعادة تمويل الحكومة الفيدرالية، ما أدى إلى تحسن شهية المخاطرة، وفي الوقت ذاته رفع الطلب على الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

تؤكد توقعات المستثمرين على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال ديسمبر/كانون الأول المقبل على استمرار الارتفاع، مما يعكس التخوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، استنادًا إلى بيانات سوق العمل والاستهلاك التي تشير إلى تباطؤ اقتصادي يدفع للحفاظ على سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.

وكان الذهب قد أغلق تعاملات الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني فوق مستوى 4120 دولارًا للأوقية، مواصلًا مكاسبه التي بدأت منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أسعار الذهب اليوم ودعم المعادن النفيسة

بحلول الساعة 07:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 0.4% إلى 4137.5 دولارًا للأوقية، بينما صعدت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة مماثلة لتصل إلى 4131.32 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول، حسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 50.81 دولارًا للأوقية، فيما ارتفع البلاتين الفوري بنسبة 0.7% إلى 1588.80 دولارًا، وبلغ عائد البلاديوم الفوري ارتفاعًا بنحو 1.1% إلى 1430.54 دولارًا للأوقية.

على الجانب المقابل، انخفض مؤشر الدولار الأميركي الذي يرصد أدائه مقابل 6 عملات رئيسة، بنسبة طفيفة بلغت 0.03% إلى 99.73 نقطة، مما ساهم في دعم أسعار الذهب.

تحليل فني لأسعار الذهب وتوقعات الأسواق المالية

يرى المتعاملون أن استقرار الدولار الأميركي في نطاق ضيق منح الذهب فرصة للارتفاع، خاصة مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، ما يعزز الطلب على الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، إذ تعكس هذه الديناميكيات رغبة المستثمرين في حماية أصولهم وسط بيئة مالية مترقبة.

كما لعبت حالة الحذر قبيل صدور بيانات اقتصادية هامة خلال الأسبوع الجاري دورًا في تحفيز الطلب على الذهب، حيث يترقب المستثمرون مؤشرات الوظائف والتضخم لتحديد اتجاه سياسات الفائدة المقبلة، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للاستثمار في ظل التقلبات المستمرة.

تأثير السياسات النقدية الأميركية على أسعار الذهب

تجتمع آراء الخبراء على أن الزخم الإيجابي لأسعار الذهب يأتي نتيجة عوامل نقدية وسياسية مشتركة، أبرزها توقعات خفض الفائدة الأميركية، التي تعزز جاذبية المعدن النفيس في فترات التيسير المالي والضعف الاقتصادي.

وقد أشار محللون في مؤسسة “تيستي لايف” إلى أن إنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي أزال بعض الغموض عن الأسواق، ولكنه وجه الأنظار نحو التحديات الاقتصادية القائمة، مما يدعم استمرار الاتجاه الصاعد لسعر الذهب حتى نهاية العام الجاري.

تشير بيانات حديثة إلى فقدان الاقتصاد الأميركي وظائف خلال أكتوبر/تشرين الأول، لا سيما في القطاعين الحكومي والتجزئة، مما يعزز توقعات خفض الفائدة مجددًا من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لدعم النمو الاقتصادي.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب وتحركات الفائدة الأميركية

أكد محافظ الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميرن أن خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قد يكون ملائمًا في اجتماع ديسمبر/كانون الأول، في ظل تراجع معدل التضخم وارتفاع طفيف في البطالة، عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب.

ويرجح أن تستمر أسعار الذهب في تسجيل مكاسب خلال الأيام المقبلة، خاصة إذا حافظ الدولار على وضعه الضعيف الحالي، مع احتمالية عودة الأوقية لاختبار مستويات قياسية جديدة سجلتها في أكتوبر/تشرين الأول، بدعم من توقعات التيسير النقدي الأميركي والسياسات الاقتصادية الميسرة.