قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين، إن الولايات المتحدة ستبدأ محادثات مباشرة رفيعة المستوى مع إيران بشأن برنامجها النووي السبت، في إعلان صادم خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.

وأعرب ترامب للصحفيين في المكتب البيضوي عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع طهران، محذرا من أن إيران ستكون في "خطر كبير" إذا فشلت المحادثات.

وفي الأثناء، قال نتنياهو إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على اتفاق آخر لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين من قطاع غزة، حيث انهار وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حليفة إيران.

وأشار ترامب بعد اجتماع كان من المفترض أن يركز على مسعى إسرائيل لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية، إلى أن الولايات المتحدة تتواصل مع الإيرانيين، مضيفا "سنعقد اجتماعا مهما جدا السبت ونتعامل معهم بشكل مباشر".

ولم يحدد ترامب مكان إجراء المحادثات، لكنه أكد أنها لن تكون عبر وكلاء بل على "أعلى مستوى تقريبا".

وجاء إعلان ترامب غداة رفض إيران إجراء مفاوضات مباشرة بشأن اتفاق جديد لتقييد برنامجها النووي، ووصفت الفكرة بأنها "لا معنى لها" في ظل التهديدات و"التناقضات" من إدارة دونالد ترامب.

سحب الرئيس الأميركي بلاده أحاديا من الاتفاق الأخير في عام 2018 خلال ولايته الأولى، وكانت هناك تكهنات واسعة النطاق بأن إسرائيل قد تهاجم، ربما بمساعدة الولايات المتحدة، منشآت إيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.

لكن ترامب وجه تحذيرا شديد اللهجة لطهران.

وقال "إذا لم تكن المحادثات ناجحة مع إيران، أعتقد أن إيران ستكون في خطر كبير، وأكره أن أقول هذا، خطر كبير، لأنه لا يمكن لهم امتلاك سلاح نووي".

يأتي الإعلان المفاجئ فيما أصبح نتنياهو أول زعيم أجنبي يطالب شخصيا بإعفاء بلاده من الرسوم الجمركية الأميركية التي هزت العالم.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي "إلغاء" العجز التجاري بين البلدين، وإزالة "الحواجز" التجارية. وبادرت بلاده إلى رفع آخر الرسوم المتبقية على الواردات الأميركية قبل الاجتماع.

وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأن إسرائيل قد تكون "مثالا للعديد من البلدان" في هذا المجال.

محادثات بشأن غزة

ناقش الزعيمان أيضا الوضع في غزة، حيث انهارت الهدنة القصيرة الأمد التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر بين إسرائيل وحماس.

وأكد نتنياهو أن مفاوضات جديدة قيد الإعداد لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين من القطاع الذي دمّرته الحرب.

وقال من المكتب البيضوي "نحن نعمل حاليا على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن".

كما تحدث ترامب مجددا عن خطته التي تتيح للولايات المتحدة "السيطرة" على القطاع الفلسطيني الذي وصفه بأنه "قطعة عقارية عظيمة".

واستقبل ترامب نتنياهو خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض ولوح بقبضته، قبل أن يتوجه الزعيمان، وكلاهما يرتديان بدلة داكنة وربطة عنق حمراء وقميصا أبيض، للاجتماع في المكتب البيضوي.

تم إلغاء مؤتمر صحفي كان من المقرر عقده بين الزعيمين دون سابق إنذار في خطوة غير عادية، لكنهما تحدثا إلى مجموعة أصغر من الصحفيين في المكتب.

زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي هي الثانية له إلى ترامب منذ عودة الرئيس الأميركي إلى السلطة وتم الإعلان بعد أيام فقط من فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 17% على إسرائيل الأسبوع الماضي.

ورفض ترامب إعفاء إسرائيل، المستفيد الأكبر من المساعدات العسكرية الأميركية، من الرسوم الجمركية قائلا؛ إن واشنطن تعاني من عجز تجاري كبير مع إسرائيل.

والتقى نتنياهو مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير مساء الأحد، بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، وفق ما أفاد مكتبه.

كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الاثنين.

رويترز