”صنعاء بلا نقاط حوثية... خطوة مفاجئة أم استراتيجية جديدة؟”

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”صنعاء بلا نقاط حوثية... خطوة مفاجئة أم استراتيجية جديدة؟”, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:32 صباحاً

في تطور لافت، كشفت مصادر محلية في العاصمة اليمنية صنعاء عن قيام جماعة الحوثيين بسحب أعداد كبيرة من مسلحيها ونقاط التفتيش التابعة لها من الشوارع الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى الأسواق والأحياء السكنية.

يأتي هذا الإجراء بعد استمرار الضربات الأميركية التي تستهدف مواقع الجماعة منذ ما يقرب من شهر، مما يشير إلى نهج جديد تقوم به الجماعة لإعادة تموضع قواتها وتجنب التعرض للهجمات.

إعادة تموضع ومحاولات تمويه

أكدت المصادر أن الانسحاب الحوثي لم يكن عشوائيًا، بل جاء ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى إزالة النقاط العسكرية والأمنية البارزة التي قد تكون أهدافًا سهلة للقصف الأميركي.

وتزامن ذلك مع خطوات أخرى تتضمن عملية "تمويه" لمعسكراتهم ومنشآت أمنية أخرى داخل صنعاء ومحيطها، حيث قامت الجماعة بإخفاء أو نقل بعض المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات بعيدًا عن الأنظار.

ووفقًا لما رصدته جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، فقد شملت عمليات الانسحاب عدداً كبيراً من النقاط المنتشرة على طول شارعي "الستين" و"الخمسين"، وهما من أكبر وأبرز الشوارع في صنعاء.

كما تم رفع نقاط التفتيش القريبة من ميدان السبعين، أحد أهم المواقع الاستراتيجية في المدينة، بالإضافة إلى عشرات النقاط الأخرى الموجودة في الشوارع الفرعية والأسواق الشعبية.

تراجع العناصر المسلحة والمعدات الثقيلة

سكان محليون أكدوا أن الانسحاب شمل ليس فقط العناصر الأمنية الحوثية، بل أيضًا الآليات العسكرية الثقيلة التي كانت تُستخدم لتعزيز هذه النقاط.

وأوضحوا أن الجماعة سحبت العديد من العربات المدرعة والدبابات التي كانت تنتشر في النقاط الحساسة، والتي كانت تستخدم سابقًا كوسيلة لإرهاب السكان وقمع أي محاولات احتجاج أو مقاومة.

وبحسب تقديرات غير رسمية، فإن عدد النقاط العسكرية والأمنية التابعة للحوثيين في نحو 10 مديريات داخل العاصمة صنعاء يصل إلى أكثر من 220 نقطة، بينما يبلغ عدد النقاط المستحدثة على الطرقات الرئيسية حوالي 300 نقطة.

ومعظم هذه النقاط كانت تُعتبر مصدر إزعاج للمواطنين الذين كانوا يواجهون فيها المضايقات والجبايات التعسفية.

تأثير الضربات الأميركية

تتزامن هذه الخطوة مع استمرار الغارات الأميركية التي تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء ومحافظات أخرى مثل صعدة، عمران، والحديدة. وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الجماعة، مما دفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الدفاعية.

وتشير المصادر إلى أن الانسحاب من النقاط البارزة يأتي في إطار محاولة تجنب رصد تحركات قادة الجماعة العسكريين والميدانيين، الذين باتوا هدفًا رئيسياً للضربات الأميركية.

ردود فعل السكان المحليين

استقبل الكثير من سكان صنعاء هذا التحرك بارتياح، مشيرين إلى أنه يعكس آثارًا إيجابية للضربات الأميركية التي أجبرت الحوثيين على تقليص وجودهم العسكري في المناطق المدنية.

وقال أحمد، أحد سكان صنعاء: "نحن سعداء بسحب نقاط التفتيش الحوثية من جميع مداخل ومخارج المدينة. هذه النقاط لم تكن سوى أدوات للقمع والجباية والتضييق على حركة الناس".

وأضاف: "خلال السنوات الماضية، تعرضنا لكافة أنواع المضايقات في هذه النقاط، بدءًا من التفتيش التعسفي وصولاً إلى تلفيق التهم والابتزاز المالي.

الانسحاب الحوثي هو خطوة مرحب بها، لكننا نأمل أن يكون بداية لنهاية سيطرتهم على المدينة".

هل يغير الانسحاب المعادلة؟

رغم أن هذه الخطوة قد تعكس ضعفًا نسبيًا في قدرة الحوثيين على السيطرة الكاملة على العاصمة، إلا أن المراقبين يحذرون من أنها قد تكون مجرد تكتيك مؤقت.

فالجماعة قد تعيد نشر قواتها في مواقع أقل وضوحًا أو تلجأ إلى أساليب جديدة لفرض سيطرتها. ومع ذلك، فإن استمرار الضغط العسكري والدولي على الحوثيين قد يؤدي إلى تغييرات أكبر في المشهد اليمني.

يبقى الوضع في اليمن معقدًا ومليئًا بالتحديات، حيث تستمر الحرب في فرض واقع مرير على المدنيين. ومع ذلك، فإن أي خطوة تقلل من وجود الجماعات المسلحة في المناطق المدنية تعتبر خطوة إيجابية نحو تحسين حياة السكان واستعادة السلام.

وبينما ينتظر اليمنيون المزيد من التحركات الدولية والإقليمية لإنهاء النزاع، تبقى أعينهم معلقة على مستقبل أفضل قد يتحقق يومًا ما.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق