من الخرطوم إلى اليمن ودرعا: الشعوب العربية بدأت تقف لأوطانها

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الخرطوم إلى اليمن ودرعا: الشعوب العربية بدأت تقف لأوطانها, اليوم الجمعة 4 أبريل 2025 03:11 مساءً

من الخرطوم إلى اليمن ودرعا: الشعوب العربية بدأت تقف لأوطانها

نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 04 - 04 - 2025

2349501
بدأت الشعوب العربية تتحرّر من عقدة الخوف متأثرة بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي لم ينل التقتيل والتجويع من إرادته الحرّة.
ومن الخرطوم إلى درعا مرورا باليمن السّعيد تتواتر الأحداث مجسّدة وعي الشعوب بأنها تقف أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانعتاق والكرامة والوطن وإما التفريط في كل شيء الماضي والحاضر والمستقبل.
والواضح أن الوجه البشع للحركة الصهيونية الذي عرّته مشاهد القتل المتوحّش والتدمير العبثي في فلسطين ولبنان والمذابح الحاصلة في سوريا وجرائم ميليشيات الدعم السريع في السودان قد أيقظت الضمير العربي وأجّجت الوعي الشعبي بأن الدفاع عن الأوطان مسؤولية تقع على كاهل الشعوب قبل المؤسسات التي لا يمكن أن تثبت على الجبهات في غياب الحاضنة الشعبية.
والواضح أيضا أن الشعوب العربية قد فهمت حكاية «العجل» قبل الأنظمة وأدركت أن مطامع الحركة الصهيونية وأجنداتها العبثية لن تقف عند حدّ معين فكلما استسلم شعب سيأتي الدور على من بعده.
وبالنتيجة بدأت الشعوب العربية تقف لأوطانها وتتجنب من ثمة دور «الطرف الضعيف» في هذا التصادم العنيف بين العالمين القديم والجديد الذي سيحرق الدول الفاقدة للإرادة الوطنية أو بالأحرى الشعوب غير المستعدة للتضحية من أجل كسب ورقة المستقبل.
والواضح أن هذا الوعي العربي الجديد يتزامن مع تصاعد وتيرة تبادل الضغوطات العسكرية والمالية بين المنظومة الصهيوأطلسية والتحالف الصيني الروسي بما يعزّز المخاوف من تقسيم جديد للنفوذ ستكون تداعياته إن حدث وخيمة جدا على المنطقة العربية إذا لم تتحرّر شعوبها من عقدة الخوف وفيروس «اللامبالاة» الذي أفرزه الرضوخ لمنظومة «مجتمع الاستهلاك» على امتداد عقود طويلة.
والواضح في المقابل أنه كلّما أبرقت الشعوب العربية بمؤشرات تدلّل على تمسّكها بالأرض والسيادة سينتقل الضغط إلى الطرف المقابل فالمنظومة الصهيونية برمّها ستنفجر من الداخل إذا توقفت أمامها سبل تصدير الأزمات إلى الخارج فالمستوطنون الاسرائيليون على سبيل المثال يعانون ولو بأشكال مختلفة بالحرمان من العمل والدراسة ورعب وصول الصواريخ في أي لحظة فيما اشتعلت «حرب القضاء» في الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا التي تكشف عن تناحر سياسي قد يتطور إلى ثورات عارمة لا يمكن التكهّن بمداها معبّرة عن حجم الشرخ الداخلي الذي تعاني منه المنظومة الصهيوأطلسية تحت ضغط تقدم العالم الجديد غير المتمفصل عن الحق الفلسطيني فحيثما اتجه الوضع في فلسطين المحتلة سيتحدد شكل العالم الجديد إما نسخة أخرى لوفاق المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وإما اقتلاع المشروع الصهيوني من جذوره بما يعني عودة مركزية العالم إلى الشرق.
وبالمحصلة لا مكان للأحكام المسبقة ومنطق الصغار والكبار في هذا المخاض العالمي الذي ستحسم مآلاته الشعوب الثابتة على الأرض المستعدة للتضحية في سبيل كرامتها والواعية بحجم المخاطر التي تحاك في الكواليس فالحرب التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة وتنسف اقتصاد السوق من جذوره قد تعيد العالم إلى حقبة الإستعمار العسكري المباشر.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق