الاتفاق السعودي الباكستاني: خطوة جديدة نحو تعزيز الردع الإقليمي
إعادة صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
أعرب خبراء، تحدثت إليهم “الشرق الأوسط”، عن أن اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك التي تم توقيعها بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني، محمد شهباز شريف، تعتبر خطوة لتعزيز معادلة الردع في المنطقة. وبحسب تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني، فإنه وجد في الليلة السابقة للاجتماع مع ولي العهد السعودي رؤية استراتيجية وقيادة ملهمة تمثل دعامة محورية لوحدة العالم الإسلامي.
دعم التعاون العسكري بين الدول الإسلامية
أوضح الدكتور هشام الغنام، المشرف على مركز البحوث الأمنية وبرامج الأمن الوطني بجامعة نايف للعلوم الأمنية، أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تعيد تشكيل معادلة الردع في الشرق الأوسط، حيث تُعزز التحالف النووي الرسمي بين السعودية وباكستان، الدولة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة التي تمتلك نحو 170 رأساً حربياً نووياً. بدوره، يرى اللواء الدكتور محمد القبيبان، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن هذه الاتفاقية تخدم استقرار المنطقة، حيث ستعمل بمثابة عنصر ردع وليس تهديداً لأي طرف آخر.
يؤكد العديد من الخبراء أن هذه الاتفاقية تعكس تكامل الأدوار بين الدولتين لتحقيق الأهداف المتفق عليها. حيث تتمتع السعودية بتقنية متقدمة وترسانة أسلحة تقليدية قوية، إضافة إلى بنية تحتية متطورة تضعها في مصاف الدول ذات التأثير البالغ. من ناحية أخرى، تعتبر باكستان دولة نووية قوية تمتلك بنية تحتية عسكرية متينة وقوة بشرية كبيرة، مما يعزز استراتيجيتها الدفاعية.
إن هذا التعاون بين الدولتين لا يعكس فقط قوة التحالف العسكري، بل يعكس أيضاً تطلعاتهما لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ومواجهة التحديات المشتركة. بالإضافة لذلك، يتيح لدول العالم الإسلامي رؤية جديدة تعزز من وحدتها وقدرتها على الدفاع عن مصالحها. إن الرسالة الموجهة من هذه الاتفاقية تكمن في التأكيد على أهمية التعاون بين الدول ذات المصالح المشتركة، وتعزيز قدرة الدول الإسلامية على مواجهة التحديات المعاصرة بشكل أكثر فعالية.
