الفاشر تعيش تحت وطأة الحصار والموت يلاحق سكانها في كل ركن

تعاني مدينة الفاشر في السودان من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها البلاد، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين تحت وطأة الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في هذه الظروف القاسية، يقضي السكان أيامهم معرضين لمخاطر الجوع والأمراض والقصف المتواصل.

الأزمة الإنسانية

تتوالى الأنباء عن معاناة العائلات، التي تجد نفسها مضطرة لأكل أعلاف الحيوانات لتفادي الموت جوعًا. ويحلّ الفقر المدقع على المدينة، مما يزيد من معاناة الأطفال الذين يضطرون أحيانًا للتوجه إلى الشوارع بحثًا عن الطعام، مما يعرضهم لاستغلال ممنهج. وتتعرض الملاجئ المؤقتة التي يقيم فيها النازحون للعديد من المشاكل، حيث تفتقر لأبسط مقومات النظافة، وتنتشر فيها القوارض والحشرات، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.

التهديدات والمخاطر

في ظل هذه الظروف، فإن الأمل في الهروب بعيدًا عن الفاشر يبدو مستحيلاً. فالأشخاص الذين يفكرون في الفرار من المدينة يواجهون مخاطر كبيرة، حيث تتكرر قصص الخطف والاغتصاب والتعذيب، مما يعكس واقع خطر يحيط بجميع محاولات الهروب. لذا، فإن حرية الحركة أصبحت حلمًا بعيد المنال في ظل هذه الأوضاع المتدهورة.

مع استمرار الصراع، حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن انهيار الفاشر قد يؤدي إلى مجزرة قد تكون الأكبر منذ اندلاع الحرب الأهلية السودانية. تأتي هذه التحذيرات وسط تدهور كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يضع المدينة على حافة كارثة إنسانية. يتطلب الوضع التدخل الفوري لتلبية احتياجات المدنيين وتقديم المساعدات اللازمة للحد من معاناتهم المستمرة، حتى لا تسجل الفاشر في التاريخ كرمز للمعاناة والمآسي الإنسانية.