ارتفاع طفيف في أسعار الذهب ليصل إلى 3,937 دولار مع انتظار نتائج قمة ترمب وشي الحاسمة

  • استوعبت الأسواق بشكل كبير هذا الخفض المتوقع، مما ساهم في تكوين “أرضية صلبة” تمنع الذهب من الانهيار.

شهدت أسعار العقود الفورية للذهب تداولا حذرا ومتماسكا خلال ساعات صباح الخميس، في جلسة اتسمت بالترقب الشديد.

يأتي هذا الأداء في وقت يسعى فيه المستثمرون لتحقيق التوازن بين عاملين رئيسيين؛ الأول هو استيعاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي، والثاني هو الترقب “عالي المخاطر” للنتائج المرتقبة من القمة الحاسمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ.

هذا التضارب بين التيسير النقدي الذي يدعم الذهب وآمال انفراج الأزمة التجارية الضاغطة عليه أبقى الأسعار في نطاق متقلب، بينما تحاول تحديد اتجاهها التالي.

تأثير قرار الفيدرالي على سوق الذهب

يعمل سوق الذهب حاليا في ظل الآثار المباشرة لقرار الفيدرالي الأمريكي الصادر يوم الأربعاء، حيث أقر البنك المركزي خفضا جديدا لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، استجابة لبيانات سوق العمل الضعيفة وتأثيرات الإغلاق الحكومي الأمريكي، ويعتبر هذا القرار بمثابة “الداعم الرئيسي” لأسعار الذهب.

أسباب تراجع الدولار وزيادة جاذبية الذهب

تؤدي خطط خفض أسعار الفائدة إلى إضعاف الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب، المسعر بالدولار، أرخص للمشترين من حاملي العملات الأخرى، ويقلل من تكلفة الفرصة البديلة، حيث يصبح الاحتفاظ بالذهب (الأصل الذي لا يدر عائدا) أكثر جاذبية مقارنة بالسندات الحكومية ذات العوائد المنخفضة، وقد استوعبت الأسواق هذا الخفض المتوقع بشكل كبير، مما أعطى “أرضية صلبة” تمنع الذهب من الانهيار، وهو ما يفسر التماسك الحالي في الأسعار.

القمة المرتقبة بين ترمب وشي: الخطر المحتمل

إذا كان قرار الفيدرالي هو “الأرضية”، فإن قمة “ترمب-شي” تعتبر “السقف” الذي يحدد الاتجاه، إذ يعود الحذر في الأسواق إلى عدم اليقين المحيط بهذه القمة التجارية، ففي حال انتهى الاجتماع بخطوات إيجابية نحو تهدئة الحرب التجارية، سترتفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، بينما سيتعرض الذهب لضغوط بيع قوية، أما إذا تواصلت الخلافات، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الملاذات الآمنة، بما في ذلك الذهب.

تحليل الأرقام وفهم التذبذب

تظهر بيانات الأسعار الحية هذا التماسك الحذر بوضوح، حيث يتداول الذهب حاليا عند 3,937.55 دولارا للأونصة، مع ارتفاع طفيف بمقدار 6.94 دولارات، مما تشير إلى معركة حقيقية بين المشترين والبائعين، وكلما انخفض السعر نحو 3,917 دولارا، تدخلت قوى شرائية، وكلما ارتفع السعر نحو 3,966 دولارا، تدخلت قوى بيعية لجني الأرباح، ما يعكس حالة “الشلل” الحالية في الأسعار.

يعيش الذهب حاليا في “عين العاصفة” بين حدثين كبيرين، فقد وضعت قرارات الفيدرالي حدا أدنى سعري، لكن القيم المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على نتائج قمة “ترمب-شي”، والتفاعلات السياسية المقبلة، مما يجعل المراقبة دقيقة لترقب تحركات الأسعار.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *