أسواق المال تعيش أجواء من الترقب الشديد لخفض معدلات الفائدة وسط تقلبات حادة بأسعار الدولار والذهب بعد سياسة الفيدرالي الأمريكي
اجتماع الفيدرالي الأمريكي
تتابع الأوساط الاقتصادية والمالية حول العالم، القرار المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشأن سعر الفائدة على الدولار، في اجتماعه السابع قبل الأخير لعام 2025، وسط توقعات قوية بخفض جديد بنسبة 0.25%، للمرة الثانية على التوالي، لدعم النمو الاقتصادي، مع تباطؤ معدلات التضخم.
في الاجتماع السابق، قرر الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة لأول مرة منذ عام 2025، ليصبح متراوحًا بين 4% و4.25%، في خطوات لتحفيز الاقتصاد بعد الانكماش الاقتصادي وتراجع التضخم عن مستوياته القياسية العام الماضي.
يأتي هذا الاجتماع في ظل ضغوط سياسية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس المجلس جيروم باول، وأعضاء الفيدرالي، للضغط في اتجاه خفض أسعار الفائدة، لتقليل تكلفة الدين الحكومي، وتحفيز النشاط الاقتصادي المحلي، حيث لوّح ترامب بإقالة “باول”، رغم الحصانة القانونية التي يتمتع بها.
يؤكد خبراء الاقتصاد أن قرارات الفيدرالي الأمريكي من أكثر العوامل تأثيرًا على حركة الأسواق العالمية، وأسعار السلع والعملات، لكون الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر عالميًا، مما يسبب تحركات في السياسات النقدية لبقية البنوك المركزية الكبرى.
تأثير قرار الفيدرالي على سعر الدولار
من المتوقع أن يتسبب أي خفض جديد في أسعار الفائدة الأمريكية، في تراجع نسبي لقيمة الدولار أمام العملات الرئيسية، نتيجة انخفاض العائد على الأصول المقومة بالدولار، وهو ما قد يدفع المستثمرين لتحويل استثماراتهم لعملات أخرى ذات عوائد أعلى، أو أصول أكثر أمانًا.
بينما يعتقد بعض المحللين أن استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي مقارنة ببقية الاقتصادات العالمية قد يحد من هذا التراجع، مما يعني أن حركة الدولار ستظل مرتبطة بمدى وضوح سياسة الفيدرالي للفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب نهاية العام المالي، وزيادة التقلبات في أسواق العملات.
تأثير قرار الفيدرالي على أسعار الذهب عالميًا
يُتوقع أن يؤثر قرار خفض الفائدة إيجابيًا على أسعار الذهب العالمية، حيث يُنظر إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين في فترات انخفاض العوائد على الودائع والسندات.
عادة ما تؤدي قرارات خفض الفائدة لزيادة الطلب على الذهب، بسبب تراجع جاذبية الأصول النقدية، مما يؤدي لارتفاع سعر الأونصة في الأسواق العالمية.
إذا أكد الفيدرالي مسار التيسير النقدي خلال الاجتماع الحالي، قد يشهد الذهب موجة صعود جديدة تتجاوز مستويات المقاومة الحالية، وخاصة مع تزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم.
