الإمارات والسعودية: خطوات سريعة نحو مستقبل السيارات ذاتية القيادة
المركبات ذاتية القيادة في الشرق الأوسط
تشير نماذج حديثة في مجال السيارات ذاتية القيادة إلى أن دول الشرق الأوسط، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، قد تتيح بيئة مواتية لاستخدام هذه المركبات بشكل واسع. حيث أوضح سرينيفاس بيتا، مدير مختبر النقل المستقل والمتصل في معهد جورجيا للتكنولوجيا، أن الدول التي تتمتع بتاريخ من تبني التكنولوجيا بشكل سريع، بالإضافة إلى وجود بنية تحتية قوية وظروف مناخية ملائمة، يمكن أن تعتمد المركبات ذاتية القيادة بشكل أسرع. وخلال زيارة له إلى المختبر، تم عرض غرفة مخصصة لاختبار كيفية تفاعل البشر مع المركبات ذاتية التحكم. وأكد أن توفر الطرق الجيدة والإشارات المرورية الواضحة يجعل من الإمارات والسعودية مواقع مثالية لهذا التوجه.
التقنيات الحديثة في التنقل
تأتي هذه التصريحات مع اقتراب مؤتمر دبي العالمي للنقل ذاتي القيادة، المقرر انعقاده الأسبوع المقبل، والذي يوصف بأنه منصة رائدة لتقنيات القيادة الذاتية. بالتزامن مع ذلك، بدأت أبوظبي أول برنامج تجريبي لمركبات التوصيل الذاتية، حيث يتم اختبار مركبات مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، قادرة على التنقل في المناطق الحضرية دون تدخل بشري. كما وقعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي اتفاقية مبدئية مع شركة بوني آي الصينية لبدء تجارب المركبات ذاتية القيادة قبيل نهاية العام.
في سياق متصل، أعلنت شركة أوبر عن إدخال سيارات ذاتية القيادة من شركة WeRide الصينية إلى أسطولها في أبوظبي، ما يسهم في توسيع خيارات النقل العام وتعزيز الاستدامة. وقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة أوبر بأن هذه الخدمة متاحة الآن في أبوظبي، مع خطة للتوسع في دبي أيضًا. وعلى الجانب السعودي، أشار إيلون ماسك إلى أن شركة تسلا موتورز ستقوم بإدخال سياراتها ذاتية القيادة قريباً، كما أن هناك تعاون مستمر بين أوبر وشركة لوسيد موتورز لتطوير برنامج سيارات الأجرة الروبوتية.
وسط هذه التطورات، حذر بيتا من بعض العوامل المجهولة التي قد تؤثر على سرعة التبني. حيث أشار إلى تأثير المناخ، موضحًا أن الطقس، بما في ذلك العواصف الغبارية، قد يشكل تحديات معينة للمركبات ذاتية القيادة. كما أوضح أن طرق القيادة المختلفة في كل دولة قد تؤثر على نجاح طرح هذه التقنيات. وبالرغم من الأبحاث المكثفة في هذا المجال، فإن التنبؤ بجميع السيناريوهات المحتملة يبقى أمرًا صعبًا، لكن تجدر الإشارة إلى أن شركة تسلا تقوم بإخضاع سياراتها للاختبارات في الإمارات، حيث يتم تقييم أدائها في ظروف الطقس القاسية.