الحصيني يسلط الضوء على تفاصيل وسم السماك وينبه الجمهور حول زيادة انتشار أمراض الخريف المتنوعة
كشف الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني عن وسم “السماك”، موضحًا تأثيراته المهمة على الطقس والمواسم الزراعية، وما يرافقه من تغيرات بيئية وصحية تلاحظ مع اقتراب فصل الشتاء، في وقت تتبدل فيه الأجواء بشكل تدريجي نحو البرودة، وتتزايد فرص تقلبات الطقس بين الليل والنهار، مما يجعل وسم السماك من الفترات الحيوية التي ينتظرها المزارعون ومحبو متابعة الطقس في المملكة والخليج العربي.
مميزات وسم السماك وتأثيره على الطقس
أكد الحصيني أن وسم السماك يمثل المرحلة الثانية من منازل الوسم، ويستمر لمدة ثلاثة عشر يومًا، حيث يُعد من أهم علامات تحول الطقس خلال فصل الخريف، وتتميز هذه الفترة بانخفاض درجات الحرارة ليلًا واعتدالها نهارًا، وتتزايد ساعات الليل على حساب النهار، كما تقل الرطوبة في العديد من المناطق، مما يجعل الأجواء أكثر برودة، خاصة في المناطق الوسطى والشمالية، وأشار الحصيني إلى أن العرب قديمًا كانوا يعتبرون طلوع السماك بمثابة إشارة على نهاية حرارة الصيف وبدء نشاط الزراعة، حيث يبدأ فيه زراعة المحاصيل مثل القمح والشعير والبقوليات والخضروات الورقية.
زيادة أمراض الحساسية ونزلات البرد في فترة السماك
أوضح الحصيني أن وسم السماك يرتبط بزيادة انتشار أمراض الحساسية بأنواعها، وخاصة نزلات البرد والزكام والإنفلونزا، نتيجة التغيرات السريعة في درجات الحرارة، وأوصى المواطنين بأخذ الاحتياطات اللازمة لتعزيز المناعة، والحرص على التدفئة في الصباح الباكر والمساء المتأخر، كما يجب تجنب التعرض المباشر لهواء الفجر، ومتابعة الأحوال الجوية عبر المصادر الرسمية مثل الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ولفت إلى أن هذه الفترة تشهد زيادة في حالات الربو والتحسس الجلدي.
بداية النشاط الزراعي وتغير سلوك الطبيعة مع السماك
أكد الحصيني أن وسم السماك يعلن بداية فصل زراعي نشط في عدة مناطق بالمملكة، حيث يبدأ المزارعون زراعة المحاصيل مثل القمح والشعير، وتسميد الأشجار؛ استعدادًا للمواسم القادمة، كما تقل الرغبة في شرب الماء بسبب انخفاض الحرارة، ويزداد استقرار الطقس بشكل تدريجي مع نهاية هذه الفترة، وذكر الحصيني بعض الأمثال العربية المرتبطة بهذه المرحلة، مشيرًا إلى انتقال بعض الطيور المهاجرة مثل طائر الكركي، الذي يُعتبر علامة على دخول موسم جديد في دورة الطبيعة.
تمثل فترة السماك مرحلة انتقالية مهمة من الناحية المناخية في الجزيرة العربية، حيث تجمع بين الاعتدال في الأجواء وبدء النشاط الزراعي، ولكنها تتطلب أيضًا الحذر من الأمراض المرتبطة بفصل الخريف، مما يجعل متابعة الأحوال الجوية أمرًا ضروريًا للحفاظ على الصحة والسلامة العامة.
