حدث فلكي نادر يترقبه العالم.. شاهد الظاهرة غدًا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية

حدث فلكي نادر يترقبه العالم، ستشهد نصف مدينة الكرة الأرضية الجنوبية كسوفًا شمسيًا جزئيًا غدًا الأحد، في ظاهرة فلكية نادرة تعرف بـ “كسوف الاعتدال” وأكد الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، أن كسوف الشمس الجزئي هو دليل على أن الخسوف القمري لا يحدث إلا عندما يكون القمر بدراً، بينما يحدث كسوف الشمس فقط عندما يكون القمر في حالة المحاق وأوضح تادرس أن الكسوف الجزئي يحدث بعد حوالي أسبوعين من الخسوف الكلي للقمر، عندما يكون القمر في حالة المحاق.

حدث فلكي نادر يترقبه العالم

وأشار أستاذ الفلك إلى أن هذا الحدث سيكون مرئيًا فقط في المنطقة الجنوبية من الكرة الأرضية، والتي تشمل جنوب قارة أستراليا والمحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية كما أكد على إمكانية الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري في تحديد بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث تعكس هذه الظواهر بوضوح حركة القمر حول الأرض ودوران الأرض حول الشمس.

وأضاف عبر حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك” أن الخسوف القمري يحدث في حالة التقابل، أي في منتصف الشهر الهجري عندما يكون القمر بدراً، حيث يقع القمر عند إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر مع مستوى مدار الشمس، وهذا يعني أن الأرض تقع بين الشمس والقمر على خط الاقتران، الذي يربط بين مركزي الأرض والشمس.

وشرح أن كسوف الشمس يشير إلى وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث أثناء النهار، بينما يشير خسوف القمر إلى وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلاً.

وأضاف: “لا يحدث الكسوف الشمسي (بكافة أشكاله: الكلي، الجزئي، أو الحلقي) إلا عند كون القمر في حالة المحاق، أي عندما يكون بين الشمس والأرض، بينما لا يحدث الخسوف القمري إلا إذا كان القمر بدراً، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر”.

كما أوضح أن هناك دورة منتظمة لحدوث كسوف الشمس وخسوف القمر تُعرف بدورة ساروس (Saros Cycle)، والتي تمتد لحوالي 18 سنة و11 يومًا و8 ساعات، ما يعادل حوالي 6585.3 يومًا أو 223 شهرًا قمريًا. بعد انتهاء هذه الفترة، تعود الشمس والأرض والقمر إلى تقريبًا نفس المواقع النسبية، مما يجعل الكسوف والخسوف يتكرران وفق نمط مشابه لما حدث قبل 18 عامًا، وقد اكتشفت هذه الدورة الحضارات القديمة مثل البابليين والكلدانيين والمصريين.

الكسوف والخسوف

أضاف: “القمر هو العامل الرئيسي في هذه الظواهر، حيث يدور حول الأرض في حوالي شهر، إلا أن الكسوف والخسوف لا يحدثان كل شهر نظرًا لكون مدار القمر حول الأرض يميل بحوالي 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس، مما يعني أن القمر لا يكون دائمًا في المستوى الهندسي المناسب لحدوث هذه الظواهر. ومع ذلك، يجب أن يكون القمر قريبًا من إحدى العقدتين، وهما الموقعان اللذان يتقاطع فيهما مستوى مدار القمر مع مستوى مدار الأرض حول الشمس، بحيث تكون الزاوية بين القمر والشمس صغيرة بما يكفي لجعل ظل أحدهما يسقط على الآخر.

كذلك يمكن رؤية الكسوف في نيوزيلندا والمحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية، وعند ذروة الكسوف الجزئي، سيغطي قرص القمر حوالي 85.5% من قرص الشمس. سيستمر الكسوف الجزئي من بدايته حتى نهايته لمدة تقريبية تصل إلى أربع ساعات وأربعًا وعشرين دقيقة، ولا يمكن رؤيته في مصر.

كما سيكون كسوف 21 سبتمبر هو الثاني والأخير للعام 2025، حيث يتوقع أن يصل الحد الأقصى لتغطية الشمس إلى 80% في المحيط الجنوبي بين نيوزيلندا والقارة القطبية الجنوبية، بينما ستشهد شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية كسوفًا جزئيًا بنسبة 12% فقط قبل غروب الشمس.