عودة طقس ليلة الحنّة الفلسطيني في مخيمات لبنان يحمل عبق الذكريات ويحيي التراث الثقافي التقليدي

بيروت – قدس برس | أكتوبر 27, 2025 11:59 ص

كشف تقرير نشره موقع /المدن/ الإخباري عن عودة “ليلة الحناء” في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بعد غياب دام أكثر من ستة عقود، كعادة تقليدية تعكس تمسك الأجيال الجديدة بجذورها وهويتها الوطنية، في ظل واقع اللجوء وتحديات الاندماج والشتات.

إحياء تقليد الحناء في مخيم برج البراجنة

في مخيم “برج البراجنة” في بيروت، ارتدت العروس وفاء ظاهر ثوباً أبيض مطرزاً بزخارف فلسطينية، وتقدمتها امرأة مسنّة تؤدي رقصة تراثية وهي تحمل صينية الحنّة، وسط حلقة من الصديقات اللواتي تمايلن على إيقاع الأهازيج الشعبية والزغاريد، حاملات الشموع ومرددات أغانٍ تقليدية مثل: “يللا نِجبل الحِنّا بمية الهيلِ… ياريت الحنّا مبارك على هالعيلة” مستحضرة بذلك ذاكرة جماعية غنية.

الرمزية الثقافية للثوب والحنّة

تميزت المناسبة، بحسب التقرير الذي أعده الكاتب والباحث الفلسطيني أحمد الحاج علي، بحضور نساء وفتيات ارتدن أثواباً فلسطينية تقليدية، تنوعت ألوانها وتطريزاتها بحسب المناطق الأصلية لعائلاتهن، من نابلس ويافا إلى القدس وبيت لحم، وكل غرزة في الثوب تحكي حكاية مدينة، بالإضافة إلى غصن الزيتون الذي قدمته إحدى الفتيات للعروس، مما يرمز إلى السلام والتجذر.

العريس والمشاركة الفعالة

دخل العريس أحمد سليم مرتدياً الكوفية والعقال والعباءة الفلسطينية بعد ساعتين من الاحتفال النسائي، ليشارك العروس رقصة جماعية، قبل بدء مراسم الحنّة التي تخللتها أغانٍ تراثية مثل “سبّل عيونو وماد إيدو يحنولو”، واختُتم الحفل بتقديم أطباق فلسطينية تقليدية مثل المسخّن والمنسف، مما أضاف جوًا مميزًا لهذا الاحتفال.

الحنّة كجزء من الهوية

يرى العريس أحمد سليم أن إحياء “ليلة الحنّة” يعد “جزءاً من نضالنا للإبقاء على هويتنا وعاداتنا الفلسطينية”، مؤكداً على إمكانية التحكم في التكاليف بتقليص النفقات على الزينة والطعام لصالح إحياء هذا التقليد، مما يعكس شغف الجيل الجديد بالتراث.

فرص العمل المرتبطة بليلة الحنّة

أدى عودة هذا الطقس التراثي إلى خلق فرص عمل جديدة، خاصة في مجال تصميم وتأجير الفساتين الفلسطينية، حيث شهدت فاتنة عرابي، صاحبة متجر منزلي في “حارة حريك”، إقبالاً غير متوقع على الفساتين التراثية، مؤكدة أن الهوية لا تزال قوية لدى العرسان الجدد.

ذاكرة جماعية وتواصل أجيال

الكاتب الفلسطيني ياسر علي يربط عودة “ليلة الحنّة” بتصاعد فكرة حق العودة وتمسك اللاجئين بجذورهم، مشيراً إلى أن هذه الطقوس تعكس موجة ثقافية مهمة تعزز الهوية وتعبر عن التراث الفلسطيني، مما أكسبها أهمية متزايدة في حياة الفلسطينيين.

يعيش حوالي 450 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة “أونروا” في لبنان، معظمهم في 12 مخيماً رسمياً للاجئين، مما يعكس واقعاً معقداً يتطلب التمسك بالثقافة والهوية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *