بريطانيا تعلن الاعتراف بفلسطين قبيل قمة الأمم المتحدة: صفعة دبلوماسية لنتنياهو
كشف رئيس الوزراء كير ستارمر مساء أمس (السبت) أن المملكة المتحدة ستبدأ اليوم (الأحد) في الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، قبل أن يتلو ذلك إعلان رسمي في الأمم المتحدة يوم الاثنين المقبل. تعتبر هذه الخطوة تحولاً مهماً في السياسة الخارجية البريطانية تجاه منطقة الشرق الأوسط.
اعتراف البريطانية بالدولة الفلسطينية
جاء هذا الإعلان نتيجة ضغوط متزايدة من الداخل والخارج، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أسفرت الحرب الإسرائيلية عن فقدان عشرات الآلاف من الأرواح ونزح hundreds of thousands من السكان.
خطوة نحو السلام
ومن المتوقع أن يقدم ستارمر الإعلان الرسمي خلال مؤتمر صحفي في “داونينغ ستريت”، مشدداً على أن هذه الخطوة تعتبر جزءًا من “مسار للسلام” يهدف إلى إعادة إحياء حل الدولتين. وأشارت مصادر حكومية إلى أن الإعلان قد تم تأجيله مؤقتًا لحين انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى بريطانيا، تجنبًا لأي تصعيد في العلاقات مع واشنطن التي تعارض الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية.
على الرغم من ذلك، أكد ستارمر في تصريحات سابقة بأن هذا الاعتراف “لا يُعتبر مكافأة لأحد، بل هو ضرورة لضمان الأمن الدائم لإسرائيل واستقرار المنطقة”. ويعود قرار الاعتراف إلى يوليو الماضي، عندما أبلغ ستارمر الحكومة بأنه سيكون هناك اعتراف بحدود سبتمبر، ما لم يتخذ الجانب الإسرائيلي “خطوات جوهرية” تهدف إلى إنهاء الحرب وإقامة هدنة دائمة، بالإضافة إلى وقف الاستيطان في الضفة الغربية وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة.
ذاك، وجدت هذه الشروط نفسها وسط ضغوط قوية داخل حزب العمال، حيث وقع أكثر من 255 عضوًا في البرلمان البريطاني – من تسعة أحزاب مختلفة – على رسالة مشتركة في يوليو تطالب بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية. تاريخياً، كانت بريطانيا مترددة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الرغم من وعد “إعلان بلفور” عام 1917 الذي دعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وفي عام 2014، مرر البرلمان البريطاني اقتراحًا غير ملزم يدعم الاعتراف، لكن الحكومة السابقة برئاسة بوريس جونسون أجلت ذلك.
مع تولي ستارمر السلطة في عام 2024، أصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية جزءًا من البرنامج الانتخابي لحزب العمال، مدفوعًا بتدهور الأوضاع في غزة التي راح ضحيتها أكثر من 64 ألف فلسطيني وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. على الصعيد الدولي، يُعتبر الاعتراف البريطاني خطوة تتبع دولًا أخرى مثل فرنسا وأستراليا وكندا التي أعلنت عن خطط مشابهة قبل قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. كذلك، أصدرت لجنة تحقيق أممية مؤخرًا تقريرًا يتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، مما زاد من الضغط على الحكومات الغربية.
في هذا الإطار، قامت بريطانيا بفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين مثل إيتمار بن غفير وبيتسئيل سموتريتش بسبب تحريضهم على العنف ضد الفلسطينيين، كما علقت مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع إسرائيل.