ارتفاع قياسي في معدلات الطلاق في العراق بعد فترة من الانخفاض: إطلالة على إحصائيات الزواج والطلاق
نسبة الطلاق في العراق تصل لمستويات قياسية
أظهرت البيانات الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى أن حالات الطلاق في شهر أغسطس الماضي تجاوزت الستة آلاف حالة، بينما عدد حالات الزواج بلغت حوالي 16 ألف حالة، مما يعني أن نسبة الطلاق إلى الزواج تصل إلى 38%، وهي نسبة لم يسبق لها مثيل في السجلات السابقة.
في شهر يوليو الماضي، كانت نسبة الطلاق 32%، وذلك بعد أن شهدت الأشهر السابقة تراجعاً في هذه النسبة، حيث كانت تتراوح بين 16% و19%. يعكس هذا الارتفاع المفاجئ في نسب الطلاق مشكلات اجتماعية وأسرية متزايدة تستدعي الانتباه والدراسة.
تغيرات نسبة الطلاق في المجتمع العراقي
لفترة طويلة، كانت نسبة الطلاق في العراق ثابتة نسبياً، حيث كانت تبلغ في أسوأ الحالات 25%، ولم تُسجل سابقاً أي ارتفاع إلى هذه النسبة الجديدة 38%. يعكس هذا الوضع تحولاً كبيراً في التركيبة الاجتماعية ومؤشرات الصحة النفسية للأفراد في المجتمع.
تعددت الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا الارتفاع، بدءًا من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، مروراً بالضغوط النفسية، وصولاً إلى التغيرات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة. من المهم أن تُعطى هذه الظاهرة الأولوية في النقاشات المجتمعية، حيث تواجه الأسرة العراقية تحديات جديدة قد تضعف الروابط الأسرية.
لذا، يتعين على الجهات المعنية توجيه الجهود نحو دراسة هذه الظاهرة بشكل أعمق، من خلال إجراء أبحاث متخصصة ورسم سياسات تهدف إلى تعزيز الاستقرار الأسري وتقديم الدعم للأسر التي تعاني من مشكلات تؤدي إلى الطلاق. كما يلزم توفير دورات توعوية وإرشادية تساعد الأزواج على التعامل مع الخلافات بطرق صحية وبناءة.