بن فرحان لبري: تأكيد على عدم استهداف الشيعة في مواقفنا

دلالات الحوار السعودي اللبناني

كتب كمال ذبيان في “الديار” عن التزامن بين التصريحات الإيجابية للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تجاه السعودية وبعض الأطراف اللبنانية، والزيارة المفاجئة ليزيد بن فرحان، المستشار السعودي لشؤون لبنان. منذ بداية العام، قام بن فرحان بمتابعة الملف اللبناني، بما في ذلك انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام. كما يتابع قضايا حصرية السلاح بيد الدولة، والإصلاح، ومحاربة الفساد المتفشي بين سياسيين وأحزاب وأفراد، ومن بينهم من يسمي نفسه حليفاً للمملكة.

الزيارة الحالية لبن فرحان تهدف إلى اختبار مدى قبول المملكة للحوار الذي قدّمه حزب الله. وقد أكد بن فرحان في اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين حرص بلاده على استقرار لبنان وأمنه. وأبلغ شخصياً الرئيس نبيه بري بأن السعودية لا تنوي إقصاء الشيعة أو استهداف وجودهم، بل تعزز حضورهم السياسي ضمن الدولة، حيث يعتبر بري أحد أركانها.

تطور العلاقات السعودية اللبنانية

وأعربت مصادر مطلعة على الأجواء الخليجية، في حديث لـ “الديار”، عن أهمية تصريحات قاسم في سياق الحوار الإيراني السعودي الذي يتقدم بشكل إيجابي. وأشارت المصادر إلى لقاءات هامة سابقة، أبرزها الاجتماع الذي جرى بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة الدوحة، والذي تبعه لقاء آخر بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني وولي العهد السعودي في الرياض.

وفقاً لنفس المصادر، جاءت دعوة قاسم بعد ادراك التحولات الإقليمية بسبب تنامي القوة الإسرائيلية، التي باتت تمثل تهديداً للمنطقة، خاصة بعد الهجوم على قطر. وفيما يتردد عن دعوة رسمية قد توجهها المملكة العربية السعودية للرئيس نبيه بري لزيارتها، أبدت بعض الأوساط المطلعة في عين التينة أن هذه الدعوة ليست جديدة، إذ سبق أن وُجهت دعوات رسمية سابقة للرئيس بري.

من جهة أخرى، أثار اللقاء الطويل الذي جمع المعاون السياسي للرئيس بري، علي حسن خليل، بالأمير يزيد بن فرحان في اليرزة، فضول بعض المتابعين، حيث أكدت الأوساط أن اللقاء لم يكن مرتبطاً بكلام قاسم، بل كان مبرمجاً مسبقاً. وقد تركت تصريحات قاسم أثراً إيجابياً في أروقة القصر الجمهوري، حيث عبر الرئيس عون لمن تحدث معهم عن ارتياحه لهذا الاتجاه، إذ تم ترديد أن “نحن نصحنا حزب الله باتخاذ هذا المسار.” وعادت العلاقات بين حارة حريك وبعبدا للتحسن بعد اللقاءين اللذين جمعا مستشار الرئيس عون وأحد قادة حزب الله، مما يمهد لإمكانية لقاء جديد بعد عودة الرئيس من نيويورك.