الحزب السعودي يدعو إلى ‘صفحة جديدة’: هل هي مجرد شراكة أم تحول جذري؟

التطورات السياسية في لبنان وموقف حزب الله

برزت في الآونة الأخيرة أهمية محطة يزيد بن فرحان، المكلف بملف لبنان في الخارجية السعودية، والتي تتسم بالإيجابية والرغبة في دعم بيروت في مسارها نحو “العبور الآمن” من الأزمات المتعددة.

الموقف الإقليمي وتأثيراته

سبق هذه المبادرة موقف من الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا المملكة إلى “فتح صفحة جديدة مع المقاومة”. لكن خصوم الحزب يرون أن هذا الموقف يدل على “سوء فهم” للتحولات العميقة في واقع الحزب بعد “حرب لبنان الثالثة” والتغيرات الجيو-سياسية في المنطقة. كما يظهر أن هناك إما “سوء قراءة” أو “تعمُّد” لسوء فهم مقاربة الرياض للوضع في لبنان والتطورات المحيطة.

تقاطعت التقارير من بيروت على أن رسائل قاسم لم تلقَ صدى عند المعنيين، حيث أفادت مصادر سعودية أن “حزب الله إذا كان جادًا بشأن فتح صفحة جديدة مع المملكة، فعليه الالتزام بقرارات الدولة اللبنانية”، وأكدت أن العلاقة يجب أن تكون بين دولتين.

في سياق ذلك، اعتبرت المصادر المقربة من الأزمات اللبنانية أن موقف قاسم يعكس رغبة الحزب في التوجه إلى السعودية بشكل يماثل ما تمثله الدولة، معتبرًا هذا الأمر مؤشرًا على رغبة الحزب في إعادة تشكيل علاقته مع الدول الأخرى. وفي ذات الوقت، يدل موقف قاسم على عدم إدراكه لواقع المتغيرات الداخلية والخارجية، حيث اشترط أن يكون الحوار مع المملكة مبنيًا على قضايا محددة، منها الاعتراف بأن إسرائيل هي العدو وليست المقاومة.

يتمسّك حزب الله برفض تسليم السلاح، مؤكدًا على الحاجة الماسة للمقاومة في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطر، حيث يعتبر أن الأحداث الأخيرة قد غيّرت من وضعه. ويرى الحزب أنه في ظل الاعتداءات الإسرائيلية، يمكنه الخروج من عزلته والاعتماد على المواقف العربية والخليجية المتشددة تجاه تل أبيب كوسيلة لحماية مشروعه المستمر الذي يمتد خلف إيران.

يعيش حزب الله في حالة من الوهم بأن دول الخليج قد تسعى للدخول في حوارات حول سيادة لبنان مع الحزب، كما يأمل في أن تتبنى المملكة نهجًا مختلفًا بعد التوترات التي شهدتها قطر، ويعتقد أنه يمكن الاعتماد على خيارات أقل من تلك التي تعبر عنها الاتفاقيات العسكرية مع الدول الكبرى، كما يظهر من اتفاقية الدفاع المشترك مع باكستان.