أورتاغوس تصل بيروت لمدة ساعات… وبن فرحان يؤكد على ضرورة استكمال الإصلاحات

التحركات الدبلوماسية السعودية والأميركية في لبنان

تزامن وجود الموفد السعودي مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف بالشأن اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، مع زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في الناقورة اليوم، يعكس أهمية الوضع اللبناني في سياق المتابعات الخارجية من دول كبرى مثل الولايات المتحدة والسعودية.

الأنشطة الدبلوماسية

يواصل الأمير بن فرحان لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بعيدًا عن الأضواء، حيث أجرى محادثات مع رئيس الجمهورية قبل توجهه إلى نيويورك، حيث تم تداول رسائل من القيادة السعودية. كما التقى بعد ذلك بعدد من النواب والوزراء والسفراء وشخصيات سياسية أخرى، وحل ضيفًا على مائدة العشاء في منزل رئيس الحكومة نواف سلام، ولديه خطة لاستكمال جولته بلقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وفي سياق متصل، أفادت معلومات عن أن الأمير بن فرحان قد جدد خلال لقاءاته التأكيد على دعم المملكة العربية السعودية للبنان في مساعيه لتطبيق خطة حصر السلاح وإجراء الإصلاحات اللازمة، مما قد يشجع المستثمرين العرب على استئناف مشاريعهم في البلاد. ومع وجوده في لبنان لعدة أيام، يعتزم بن فرحان التقاء عدد أكبر من الشخصيات السياسية، بما في ذلك معاون الرئيس نبيه بري، حيث يُستبعد أن يؤدي اجتماع أورتاغوس إلى تغيير الحلول القائمة.

كذلك، تصدرت زيارة أورتاغوس المشهد، حيث تركز جدول أعمالها على الشؤون العسكرية والتقنية، وذلك بعيدًا عن القضايا السياسية، مما يفيد بفهم أميركي دقيق للوضع الداخلي في لبنان، الذي يتسم بالانقسام وتحديات الاستحقاقات الخارجية.

وفقًا لمصادر مطلعة، فإن زيارة أورتاغوس لن تؤدي إلى كسر حالة الجمود السياسية القائمة، بل قد تعزز الإحساس بأن المسار السياسي مغلق، في حين يستمر المسار العسكري التقني عبر لجنة المراقبة العسكرية. وتفيد المعلومات أن اجتماع أورتاغوس بلجنة المراقبة للمرة الثانية يعكس سعي الولايات المتحدة إلى تثبيت قواعد الاشتباك الميداني ومنع الانفلات الأمني، مما يساعد في تجنب مواجهة شاملة مع إسرائيل أو تفاقم الأمور الداخلية في لبنان.

هذا التوجه الأميركي يتماشى مع أولوياتها الإقليمية، المتمثلة في الحفاظ على قدر من الاستقرار الذي يسمح بتمرير مشاريعها الكبرى، دون الانغماس في تفاصيل النزاعات المحلية التي تبدو معقدة. ومع ذلك، فإن أي تسوية سياسية في لبنان تواجه تحديات تتعلق بحزب الله وسلاحه، حيث لم تتضح بعد مقاربة فعالة من واشنطن للتعامل مع هذا الأمر، سوى الضغط التدريجي وربط المساعدات العسكرية بقدرة الجيش اللبناني على تعزيز وجوده.