أسعار الذهب في اليمن تكشف عن فارق مذهل يصل إلى 200% بين المحافظات في تطورات الأسواق اليوم
في تطور اقتصادي مقلق هز اليمن من كل جوانبه، أظهرت أسعار الذهب اليوم وجود فجوة مذهلة تصل إلى 300% بين مدينتين في نفس البلد، مما يعني أن اليمنيين في عدن يدفعون أربعة أضعاف ما يدفعه نظراؤهم في صنعاء للحصول على نفس كمية الذهب. كل دقيقة تتأخر في إدراك هذه الكارثة الاقتصادية قد تعني خسارة آلاف الريالات من قيمة مدخراتك، في مشهد يذكر بأحلك فترات انهيار العملات عبر التاريخ.
فجوة سعرية مُرعبة بين عدن وصنعاء
صباح الأربعاء المأساوي، فُتح أمام اليمنيين كابوس اقتصادي جديد، حيث تبين أن جرام الذهب عيار 21 يُباع بـ200 ألف ريال في عدن، بينما نفس الجرام متاح في صنعاء بأسعار تبدأ من 51,500 ريال. أحمد الحديدي، موظف حكومي من عدن، يروي معاناته قائلاً: “كنت أتمنى شراء سوار ذهب لزوجتي في ذكرى زواجنا، لكن راتبي لستة أشهر كاملة لا يكفي لشراء جرام واحد.” إن الفرق البالغ 148,500 ريال يمثل الفجوة بين الأمل واليأس، وبين الثراء والفقر، داخل وطن واحد ممزق.
الأسباب الاقتصادية وراء الفجوة السعرية
منذ انقسام البنك المركزي اليمني قبل سنوات، أصبحت البلاد مقسمة بين سوقين منفصلين تماماً، كما لو كانا في عالَمَين مختلفين اقتصادياً. الحرب الدامية، الحصار المدمر، وانقطاع طرق التجارة، كل ذلك ساهم في خلق هذه الكارثة الاقتصادية التي تُذكّر بأزمة فايمار في ألمانيا عام 1923. د. محمد العامري، الخبير الاقتصادي اليمني، يحذر قائلاً: “إذا لم يتم توحيد العملة قريباً، فاليمن يواجه احتمال انهيار اقتصادي شامل وقد يعيد البلاد إلى نظام المقايضة البدائي.”
التأثيرات الملموسة على الحياة اليومية
الفجوة السعرية تؤثر بشكل مدمر على حياة المواطنين؛ فبينما يحتاج أحمد من عدن لراتب ستة أشهر لشراء جرام ذهب واحد، فإن نظيره في صنعاء يحتاج فقط لشهر ونصف. فاطمة السالمي، ربة منزل من عدن، اضطرت لبيع سوارها الذهبي الوحيد بنصف قيمته الحقيقية لشراء دواء طفلها المريض، بينما عبدالله المقطري، تاجر الذهب من صنعاء، يحقق أرباحاً هائلة من تهريب الذهب رغم المخاطر المتعاظمة. الخبراء يتوقعون زيادة في موجات الهجرة الداخلية وعمليات تهريب الذهب، حيث يحذرون من مزيد من انخفاض قيمة الريال.
الواقع المرير ومستقبل الريال اليمني
فجوة سعرية تصل إلى 300%، انهيار اقتصادي متسارع، ومستقبل غير واضح للريال اليمني؛ هذا هو الواقع الذي يعيشه اليمن حالياً. السؤال المصيري الآن هو: هل تستطيع اليمن منع انهيار عملتها، أم نحن بصدد نهاية فعلية للريال اليمني؟ إذا كان هذا حال الذهب اليوم، فماذا عن أسعار الغذاء والدواء غداً؟ إن اليمن يقف على حافة الهاوية الاقتصادية، والوقت ينفد بسرعة مخيفة.