تراجع مستمر في أسعار الذهب عالمياً بعد تحقيق أعلى مستوياتها التاريخية وتأثير ذلك على السوق السعودي
تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد في تعاملات اليوم (الأربعاء)، مواصلة سلسلة خسائرها، وذلك بعد أن شهدت أمس أكبر هبوط يومي مسجل منذ عام 2020، نتيجة لجني الأرباح وارتفاع الدولار الأمريكي، الذي ضغط بشدة على المعدن النفيس.
وسجل الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 1.4%، ليصل إلى 4,067.31 دولار للأونصة بحلول الساعة 12:41 بتوقيت مكة المكرمة، وهو أدنى مستوى له منذ حوالي أسبوعين، بعد أن بلغ خلال الجلسة 4,161.17 دولار.
أما العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر، فقد تراجعت بنسبة 0.7% لتسجل 4,081.30 دولار للأونصة.
جاء هذا التراجع بعد يوم واحد فقط من تسجيل الذهب أكبر خسارة يومية منذ خمس سنوات، حين هوى بنسبة 5.3% يوم الثلاثاء، عقب وصوله إلى مستوى قياسي بلغ 4,381.21 دولار يوم الاثنين، مما شكل ذروة لموجة ارتفاعات حادة منذ بداية العام.
رغم هذا الهبوط المفاجئ، لا تزال أسعار الذهب مرتفعة بنسبة 54% منذ بداية 2025، مدعومة بتوترات جيوسياسية، وتقلبات الاقتصاد العالمي، توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تدفقات قوية على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs).
تراجع أسعار الذهب وتحليل السوق
قال المحلل في «أكتيف تريدز» ريكاردو إيفانجيليستا إن «الارتفاع القوي في أسعار الذهب خلال الأسابيع الماضية أدى إلى دخول السوق منطقة الشراء المفرط، مما دفع العديد من المتداولين لإغلاق مراكزهم لجني الأرباح».
بينما يشير المحللون إلى أن الذهب يجد دعمًا حاليًا عند متوسط التحرك لـ21 يومًا، البالغ 4,005 دولار.
الأسواق تترقب بيانات التضخم وأسعار الفائدة
واصل مؤشر الدولار الأمريكي (.DXY) ارتفاعه، مقتربًا من أعلى مستوى له في أسبوع، مما يجعل الذهب المُسعّر بالدولار أكثر تكلفة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى، وتترقب أنظار المستثمرين حاليًا تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة، المتوقع صدوره يوم الجمعة، الذي قد يُقدم إشارات حاسمة حول توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
توترات جيوسياسية وتأثيرها على الأسواق
في سياق الجيوسياسة، أُعلن عن تأجيل القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما أثار تساؤلات حول التوازنات الدولية، وتعتقد المحللة في «ستون إكس» رونا أوكونيل أن «العالم لا يزال يعيش مرحلة مليئة بالشكوك، مما يعني أن أي تراجع كبير في الأسعار سيكون فرصة مغرية للشراء مجددًا».
انخفاض جماعي للمعادن الثمينة
امتد تأثير الهبوط إلى المعادن الثمينة الأخرى، حيث تراجعت:
- الفضة بنسبة 0.9% إلى 48.28 دولار للأونصة.
- البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1,549.53 دولار.
- البلاديوم بنسبة 1% ليسجل 1,394.52 دولار.
تتواصل الضغوط على الأسواق، وسط تراجع حاد في أسعار المعادن الثمينة، مما يُعكس الحالة العامة لتقلبات الاقتصاد العالمي.