يُسرى جبر يكشف سر ذكر سيدنا إبراهيم في التشهد أثناء الصلاة
دور سيدنا إبراهيم في التشهد
أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن ذكر سيدنا إبراهيم الخليل في التشهد عند قولنا: “كما صليت على سيدنا إبراهيم” يعود إلى دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما قال: ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾، مما يعني أن يُذكر بالخير في الأمة الأخيرة، وهي أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختار أن يستجيب لدعوة أبيه إبراهيم، حيث جعل ذكره في التشهد بقوله: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم…”، وهذا يعد تحقيقًا لدعوة الخليل وتأكيدًا لحق الأبوة.
أهمية سيدنا إبراهيم في النبوة
أضاف جبر، خلال حلقة برنامج “أعرف نبيك” الذي يعرض على قناة الناس، أن سيدنا إبراهيم يعتبر أبو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل إن النبي كان يفخر بالانتساب إليه ويقول: “أنا دعوة أبي إبراهيم”، معربًا عن كونه أشبه الناس بأبيه إبراهيم، بل مع جمال يفوقه. كما أشار إلى أن ترتيب أفضل الخلق يبدأ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتبعه سيدنا إبراهيم، ثم موسى، فعيسى، وأخيرًا نوح عليهم السلام.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص دائمًا على مراعاة حقوق الأنبياء ومكانتهم في تشريعاته وأقواله. عندما كان أحد الصحابة يناديه بـ “يا خير البرية”، كان يرد بالقول: “إنما هو إبراهيم خير البرية”، كتذكير بحقوق الأنبياء وعدم تجاهل فضائلهم أمام عظمة مقامه صلى الله عليه وسلم.
كما أوضح أن النبي كان يسعى دائمًا للحفاظ على مكانة الأنبياء وذكراهم حتى لا تطغى أنوارهم وفضائلهم على مقامه. وكان يُجلّهم ويقوم بحقهم، كما يظهر في موقفه عند إمساكه بالشيطان عندما قال: “تذكرت دعوة أخي سليمان…” ثم تركه مراعيًا لدعوة سليمان عليه السلام.
وخلص جبر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدّم للبشرية نموذجًا يحتذى به في الأدب مع الأنبياء والخلق، كما علم الناس كيفية التعامل مع النفس ومع الحق سبحانه وتعالى، لذا يستحق جزاءً عظيمًا من الله عن أمته.
