الذهب يسجل أسوأ خسارة له منذ أكثر من عقد بعد موجة صعود تاريخية مثيرة للدهشة والقلق الاقتصادي
سجل سعر الذهب أكبر انخفاض يومي له منذ 12 عاماً، بعد سلسلة من المكاسب السريعة التي شهدت معدلات قياسية متتالية. يمثل الانخفاض 6.3% في سعر أونصة الذهب، التي بلغت ذروتها عند 4381 دولار يوم الإثنين، تأثرت بارتفاع الدولار، والمحادثات التجارية الإيجابية بين الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى انتهاء موسم الشراء الموسمي في الهند.
تضارب في الأسواق: التوقعات المستقبلية للذهب
أوضح أولي هانسن، استراتيجي السلع في “ساكسو بنك”، أن المتداولين يشعرون بالتخبط مع متزايدة المخاوف من التصحيح أو التحرك العرضي، لافتاً إلى أن التصحيحات تكشف القوة الحقيقية للسوق، ومن المحتمل أن يحد الطلب الكامن من أي تراجع كبير. يشير أيضاً إلى أن المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية تظهر تشبعاً في الشراء، مما يجعل الذهب في اختبار لصموده أمام هذه التحديات.
غياب البيانات وتأثيره على المضاربة
في خضم الإغلاق الحكومي الأميركي، فقد المتداولون أحد أهم مواردهم، وهو التقرير الأسبوعي لهيئة تداول السلع الآجلة (CFTC)، مما قد يزيد من ميل المضاربين لبناء مراكز مفرطة في اتجاه معين، مما يجعلهم أكثر عرضة للتصحيح. حذر هانسن من أن غياب البيانات في وقت حساس قد يؤدي إلى تراكم المراكز الشرائية المضاربية، وهذا يرفع من خطر التصحيح في القريب.
ارتفاع التقلبات وأسواق المعادن الثمينة
شهدت أسعار المعادن الثمينة تقلبات حادة، حيث يسعى المتداولون للتأمين ضد أي انهيار محتمل، مما أدى إلى تجاوز عدد عقود الخيارات المرتبطة بصندوق المؤشرات المتداول المدعوم بالذهب الكبير حاجز مليوني عقد. على صعيد التحليل، أكدت “بلومبرغ إيكونوميكس” على أن حيازات صناديق المؤشرات من الذهب لم تصل بعد إلى ذروتها، مشيرة إلى أن الزخم قد يتلاشى في النهاية إذا أظهرت البيانات الاقتصادية الأميركية قوة غير متوقعة.
الفضة تحت الضغط بعد الارتفاع التاريخي
تراجعت أسعار الفضة أيضاً بعد ارتفاعها بنسبة 80% منذ بداية العام، مع تعزيز من نقص تاريخي في الأسواق. تفوقت الأسعار المرجعية على العقود الآجلة، مما حث المتداولين على شحن المعدن إلى لندن. كما سجلت مخازن الفضة المرتبطة ببورصة شنغهاي أكبر تدفق يومي للخارج، مما يشير لحرجة العرض. انخفض سعر الذهب بنسبة 5.2% إلى 4,129.37 دولار للأونصة، بينما تراجعت الفضة بنسبة 7.8% إلى 48.38 دولار للأونصة.