ارتفاع أسعار الذهب يثير تساؤلات جديدة حول الأسواق المالية ومستقبل الاستثمار في المعادن الثمينة
ارتفعت أسعار الذهب خلال العام حتى منتصف أكتوبر بنسبة 62%، إذ قفزت الأونصة من 1,630 دولارا إلى 4,326 دولارا، وهو أعلى سعر تاريخي لها. هذه الزيادة تمثل أكبر مكاسب سنوية للمعدن النفيس منذ عام 1979، حيث سجل الذهب في ذلك العام ارتفاعا بنسبة 120%، ما يعد ضعف مكاسبه الحالية. تاريخيا، يعتبر ارتفاع الذهب مؤشراً على قلق المستثمرين، إذ يعودون إليه كملاذ آمن للابتعاد عن الاستثمارات غير المستقرة، في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية. لم يشهد الذهب أي ارتفاعات في بيئة اقتصادية مزدهرة، وهو دائمًا ما يكون الملاذ الآمن في أوقات الحروب والمخاطر الجيوسياسية.
العوامل المؤثرة في ارتفاع الذهب
يعود تاريخ ارتفاع سعر الذهب إلى قرار إدارة الرئيس الأمريكي نيكسون بفك الارتباط بين الدولار والذهب، مما أدى إلى قفز سعر الأونصة من 35 إلى 200 دولار. منذ ذلك الحين، شهد الذهب سلسلة من الارتفاعات التاريخية، مثل الزيادة التي حدثت في 1979، وكذلك الانتعاش الذي حصل قبيل العام 2000 بسبب الأزمات المالية، وصولا إلى أزمة كورونا في 2020. وفي الوقت الحالي، يستمر النمو في الديون العالمية مع تراجع قيمة الدولار الأمريكي، مما يدفع المزيد من المستثمرين للجوء إلى الذهب كوسيلة للحماية من التضخم والضعف الاقتصادي.
استراتيجيات الاستثمار في الذهب
تتضمن غالبية استراتيجيات توزيع الأصول نسبة من الذهب تتراوح بين 5% و10% من إجمالي الأصول. في حال ارتفعت قيمة الذهب بنسبة 10%، فإن ذلك قد يعزز أداء الاستراتيجية الكلي بنسبة تتراوح بين 0.5% و1%. وفقًا للأداء اليومي للذهب، يمكن أن تصل المكاسب إلى ما بين 3% و6% في الظروف الطبيعية. استثمر بعض المستثمرين، مثل نجيب ساويرس، حوالي 50% من إجمالي استثماراته في الذهب، مما يشير إلى أهمية هذا المعدن كمخزن للقيمة.
التأثيرات التجارية لصناعة الذهب
عندما ترتفع أسعار الذهب، تواجه صناعة المجوهرات تحديات ملحوظة، حيث يجب على التجار الإبقاء على مخزونهم من الذهب لتحقيق الأرباح، مما يؤثر على شهية المستهلكين. في ظل هذه الظروف، قد يلجأ المشترون إلى خيارات أقل تكلفة مثل الذهب عيار 12 أو 14. في المقابل، فإن تجارة التنقيب عن الذهب ومناجم الذهب لا تزال مزدهرة، رغم ارتفاع تكاليف الاستخراج. بشكل عام، فإن ارتفاع أسعار الذهب غالبًا ما يعود بالفائدة على مكتنزيه أكثر من صناعته.
نقلا عن الاقتصادية