غدًا: كسوف جزئي عميق للشمس وفق توقعات فلكية جدة

تشهد الأرض غدًا كسوفًا جزئيًّا للشمس يُعتبر عميقًا حيث سيغطي القمر جزءًا كبيرًا من وجه الشمس في مناطق معينة من نصف الكرة الجنوبي، مثل نيوزيلندا وبعض المناطق في أستراليا وجزر المحيط الهادئ. وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن وصف الكسوف بالعميق يعود إلى النسبة الكبيرة من تغطية قرص الشمس في تلك المناطق، في حين لن يكون هذا الحدث مرئيًا في السعودية أو في أي دولة عربية، حيث ستغرب الشمس قبل بدء الظاهرة. يستمر الكسوف قرابة أربع ساعات و25 دقيقة.

كسوف جزئي عميق للشمس

أشار أبو زاهرة إلى أن الكسوف الجزئي سيبدأ عند الساعة (08:29) مساءً بتوقيت السعودية، وسوف يصل إلى ذروته في الساعة (10:41) مساءً، حيث يغطي القمر حوالي (85.5%) من قرص الشمس خلال أقصى مراحل الكسوف، ليختتم عند الساعة (12:53) بعد منتصف الليل. هذه الأوقات تعكس توقيت الحدث بشكل عالمي، حيث لن يلاحظ هذا الكسوف في السعودية أو الدول العربية نظرًا لعدم رؤيته قبل غروب الشمس. وفي هذه الأثناء، سيصل القمر إلى مرحلة الاقتران المركزي لشهر ربيع الثاني في الساعة (10:54) مساءً، مما يشير إلى انتهاء دورة اقترانه حول الأرض وبدء دورة جديدة.

وأضاف أبو زاهرة أن الكسوف سيكون مرئيًا فقط في بعض المناطق بنصف الكرة الجنوبي، حيث تختلف نسبة التغطية حسب الموقع. ففي نيوزيلندا، سيشهد الجزء الجنوبي، مثل كرايستشيرش، تغطية تصل إلى نحو (72%) من قرص الشمس، بينما سيكون الجزء الشمالي كأوكلاند أقل في نسبة التغطية عند حوالي (70%)، بينما جنوبًا تصل إلى (80%) بالتزامن مع شروق الشمس. في أستراليا، على الساحل الشرقي مثل سيدني، ستبلغ نسبة التغطية حوالي (3%)، في حين ستشمل جزر المحيط الهادئ مثل تونغا وساموا وفيجي بتغطية حوالي (27%)، بينما ستشهد القارة القطبية الجنوبية تغطية تصل إلى حوالي (72%) في محطات الأبحاث مثل محطة ماكموردو.

يعتبر هذا الكسوف فرصة علمية مميزة لاختبار أجهزة الرصد الفلكية والتحقق من الحسابات المتعلقة بالأجرام السماوية، كما يُمكن الاستفادة منه في دراسة تأثير الضوء والظلال على الغلاف الجوي. ويشكل الحدث فرصة تعليمية لزيادة الوعي بعلم الفلك عبر أنشطة مدرسية مثل قياس الظلال ومراقبة تغير درجات الحرارة، بالإضافة إلى جذب هواة الفلك في المناطق التي يمكن رؤية الظاهرة منها للتوثيق الفلكي.