طالبان تفرض حظرًا على مؤلفات النساء في الجامعات الأفغانية
هويدا المرشود – أفغانستان متابعات
حظر تدريس الكتب التي ألّفتها النساء في أفغانستان
في خطوة جديدة أثارت جدلاً واسعًا، قررت حركة طالبان منع تدريس جميع الكتب التي كتبتها نساء في الجامعات الأفغانية، وذلك بعد مراجعة شملت 680 كتابًا و18 مادة دراسية، بحجة أنها تتعارض مع ما تسمّيه الحركة «مبادئ الشريعة».
هذا القرار يأتي ضمن سلسلة متزايدة من القيود المفروضة على التعليم، حيث تم منع الفتيات من الاستمرار في التعليم بعد الصف السادس، وإغلاق برامج التمريض والتخصصات الصحية. هذه الإجراءات أسهمت في تفاقم أزمة حقوق المرأة والتعليم في أفغانستان، وعمقت من حالة العزلة الأكاديمية في البلاد.
إقصاء النساء من التعليم والمعرفة
وُصفت خطوات طالبان الأخيرة من قبل منظمات حقوقية بأنها تمثل إقصاءً ممنهجًا لصوت النساء وإلغاءً لدورهن الفكري، خصوصًا في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحديات صعبة في مجالات التنمية والمعرفة. الأبعاد السلبية لهذه القرارات تزيد من تعميق الفجوة بين الجنسين في التعليم، مما يؤدي إلى تداعيات سلبية على المجتمع ككل.
في ظل هذه القوانين الصارمة، يبدو أن مستقبل التعليم في أفغانستان يواجه مصيرًا مظلمًا، حيث تُحرم النساء من الوصول إلى المعرفة وكيفية التعبير عن آرائهن ورؤاهن. تتجلى هذه السياسات في إقصاء النساء وعدم الاعتراف بمساهماتهن الفكرية، مما يقوض من عملية التنمية التي تحتاجها البلاد بشدة، في زمن يسعى فيه العالم إلى تحقيق المساواة والعدالة في التعليم.
التحديات التي تواجه النساء في أفغانستان تمثل جزءًا من صراع أوسع يتعلق بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. إن إطلاق مثل هذه السياسات يضعنا أمام مراجعة شاملة لنظرية التعليم في البلاد، والتي يجب أن تتضمن جميع الأصوات، بما في ذلك صوت النساء، لتكون الفائدة شاملة ومتوازنة.
يتطلب الوضع الراهن تعبئة دولية وجهود جادة للمساعدة في استعادة حقوق النساء الأفغانيات ودعم التعليم بشكل يحترم جميع الأطراف. فالصمت ليس خيارًا، خاصة في زمن تراجع فيه القيم الإنسانية الأساسية.