بوابة روز اليوسف: انتهاء فترة شهر العسل بين روزاليوسف وحزب الوفد!
اجتماع الوفد المصري في بيت الأمة
في فترة ما بعد الظهر يوم السبت 20 سبتمبر 2025، استقل مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد القطار عائدين إلى القاهرة بهدف حضور الاجتماع الاستثنائي في بيت الأمة.
لقاء الوفد المصري
تروي السيدة روزاليوسف تفاصيل تلك الأحداث، حيث عُقد اجتماع الوفد في بيت الأمة بعد أن تأكدت الأطراف من إصدار قرار مهم. أعد الوفد ملحقًا للصحيفة لضمان نشر القرار الذي جاء ردًا على ما اعتبره تجاوزات من جريدة «روزاليوسف» في تناولها لقضية الوفد ومكانته في المجتمع. وقد حرص الوفد على عدم إبلاغ أي خبر عن القرار حتى يتم نشره في جميع الصحف ما عدا «روزاليوسف»، إلا أنهم تمكنوا بطريقة ما من الحصول عليه مسبقًا.
استمر الاجتماع لمدة أربع ساعات ونصف، حيث دار نقاش حاد حتى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وأسفر عن إصدار بيان رسمي جاء فيه: “نظراً لتجاوزات جريدة «روزاليوسف» واعتداءاتها على مبادئ الوفد ومكانته، فإن هذه الجريدة لا تمثل الوفد في شيء”. وبتاريخ 3 جمادى الثانية – 28 سبتمبر 1935، كانت الأجواء قد توتّرت بشدة في الاجتماع.
من المثير للدهشة أن «روزاليوسف» لم تنشر حتى ذلك الحين أي مقالات تتضمن هجومًا مباشرًا على الوفد، وكان مقال «وليم الكداب» هو المبرر الذي استخدمه الوفد للإعلان عن قراره. وبعد ساعة من صدور هذا القرار، كان الملحق الخاص بجريدة «روزاليوسف» متاحًا في الأسواق، يحمل عنوانًا رئيسيًا ساخراً يتحدث عن جلسة خطيرة للحل بالقضية المصرية، وقد ذهل النحاس ومكرم عبيد ومعهم أعضاء الوفد لرؤية هذا النشر السريع أثناء انتظارهم لقعود القطار للعودة إلى الإسكندرية.
في تلك الأثناء، تم تضمين آيات من القرآن الكريم في الملحق، مشيرة إلى أهمية الصراحة والحرية في التعبير، فضلاً عن ذكر عبارة من سعد زغلول حول حرية الصحافة وقدرتها على النقد دون عوائق.
أما بالنسبة لموقف السيدة روزاليوسف، فقد أظهرت عدم الاكتراث بتوجيهات عباس محمود العقاد بضرورة الاعتدال، متسلحة بإحساس الوطنية القوي. كما عبرت عن استيائها من محاولة الضغط والتأثير من قبل النحاس ومكرم ومعاناتهم للقبول بالتسليم.
في ختام الأمر، وبالرغم من كل الضغوط، أصممت السيدة روزاليوسف على مضيها نحو تحقيق رسالتها في خدمة الوطن. وتبين أن تحولات الوفد كانت سببًا في تغيير مسار بعض العلاقات، لكنها أكدت أيضًا أنها كانت دائمًا مناصرًا للمبادئ الأصيلة للوفد، لكنها سعت في الوقت نفسه لحقيقة الأمور بعد ابتعادهم عن تلك المبادئ.
لا تزال تلك الذكريات محفورة في الأذهان، ويتجدد الحديث حولها كلما ذكر تاريخ الوفد وأهمية دوره في المجتمع.
