تحليق أسعار الذهب بين 3720 و5740 جنيهًا في فترة قصيرة يثير تساؤلات حول تلاعب التجار بالسوق

شهد سوق الذهب المصري والعالمي موجة غير مسبوقة من الارتفاعات خلال عام 2025، إذ قفز سعر الجرام عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية من 3720 جنيهًا في يناير إلى 5740 جنيهًا في أكتوبر، بنسبة زيادة بلغت نحو 54.3%، مدفوعًا بالقفزة التاريخية في الأسعار العالمية للأونصة، التي سجلت مستوى قياسيًا جديدًا تجاوز 4350 دولارًا.

قفزة تاريخية في أسعار الذهب

كشف تقرير شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أن هذه الزيادة تُعد الأكبر منذ أكثر من عقد، نتيجة لمجموعة من العوامل العالمية والمحلية، في مقدمتها الاضطرابات الجيوسياسية، وتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وضعف البنوك الإقليمية الأمريكية، إلى جانب التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلال الاجتماعين المقبلين للاحتياطي الفيدرالي، وأشار إيهاب واصف، رئيس الشعبة، إلى أن العالم يشهد حاليًا “إحدى أعنف موجات شراء الذهب في تاريخه الحديث”، موضحًا أن الأونصة لامست مستوى قياسيًا عند 4356 دولارًا، أما أسعار الفضة فقد حققت ارتفاعات تزيد عن 70% منذ بداية العام.

دور البنوك المركزية في دعم الأسعار

أشار واصف في تصريحات صحفية له، إلى أن الطلب القوي من البنوك المركزية العالمية كان أحد المحركات الرئيسية لارتفاع الأسعار، وتحديدًا البنك المركزي الصيني الذي واصل شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، ذلك في ظل توجه عالمي نحو التحوط من الدولار وتنويع الاحتياطيات النقدية، كما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات مالية ضخمة خلال الشهور الماضية، ما دعم زيادة الإقبال الاستهلاكي في الأسواق الآسيوية، وخاصة في الهند حيث يحتفل الناس بموسم المهرجانات، ما عزز الطلب على المعدن الأصفر.

تأثير التوترات التجارية على سوق الذهب

لفت رئيس الشعبة إلى أن التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين كان له أثر مباشر على موجة الصعود، بعد تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على بعض السلع الصينية، مما أدى إلى خلق حالة من القلق في الأسواق العالمية ودفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، وهو ما عكسته الارتفاعات الملحوظة في أسعار الذهب في البورصات العالمية، حيث تخطت مكاسب الذهب الـ64% منذ بداية العام.

التوقعات بمزيد من الارتفاعات

أكد واصف أن توقعات المؤسسات المالية الكبرى، مثل جولدمان ساكس، تشير إلى إمكانية وصول الأونصة إلى 4900 دولار في المدى المتوسط إذا استمر الفيدرالي الأمريكي في اتباع سياسة حذرة تجاه خفض الفائدة، ورغم هذه الارتفاعات القياسية، أشار واصف إلى أن الحركة الشرائية من المواطنين باتت متباطئة، مع انتظارهم اتضاح اتجاه الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة، مشددًا على أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا.

توضيح بشأن الأسعار في السوق المصرية

بينما يتساءل البعض عن إمكانية وجود تلاعب في الأسعار داخل السوق المصرية، أكد واصف أن الأسعار المحلية تتحرك وفقًا للأسعار العالمية للأونصة وسعر الصرف، مشددًا على أن الفروق في الأسعار بين المحلات أو المحافظات ناتجة عن اختلاف تكاليف التشغيل والمصنعية فقط، ولا تعكس ممارسات احتكارية، وأختتم واصف تصريحاته بالتأكيد على أن عام 2025 يمثل عامًا استثنائيًا في تاريخ الذهب، يعيد تشكيل خريطة الاستثمارات العالمية في الأصول الآمنة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *