بعد تراجع أسعار الذهب كيف استطاعت محلات الصاغة الحفاظ على أرباحها واستمرار نشاطها في السوق؟

قفزت أسعار الذهب في مصر إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر عيار 24 حوالي 6500 جنيه، وعيار 21 يقارب 5700 جنيه للبيع، بينما عيار 18 يلامس حاجز الـ 5000 جنيه للشراء، مما دفع العديد من المواطنين لبيع مدخراتهم الذهبية لتحقيق أرباح سريعة بعد الارتفاعات الكبيرة في الأسعار. في هذا التقرير، نستعرض كيف تتأثر محلات الذهب إثر الاقبال على البيع في ظل الأسعار المرتفعة.

استمرار أرباح محلات الذهب رغم التقلبات

يشير الدكتور كريم العمدة، الخبير الاقتصادي، إلى أن محلات الذهب لا تتعرض للخسارة، بصرف النظر عن التقلبات السريعة في السوق، حيث قال: “تجارة الذهب تشبه حركة المنشار، تصعد وتهبط، لكنها تستمر في تحقيق الأرباح”. ويعود ذلك إلى نظام المصنعية، الذي يضمن للتاجر هامش ربح دائم لكل عملية بيع أو شراء، فعند شراء الذهب، يدفع المواطن مصنعية تتراوح بين 100 إلى 200 جنيه لكل جرام، وعند البيع يُخصم هذا المبلغ، مما يضمن ربح التاجر في جميع الاتجاهات.

كيفية المحافظة على المكاسب بعد موجة البيع

وأضاف العمدة أن احتمالات الخسارة لا تحدث إلا في حالات نادرة، مثل احتفاظ التاجر بكميات كبيرة من الذهب بأسعار مرتفعة ثم انخفاضها فجأة، لكنه أكد أن هذا السيناريو نادر بسبب اعتماد محلات الصاغة على التدوير السريع للمعدن، حيث يشترون عند الانخفاض ويبيعون عند الارتفاع، مما يحافظ على دورة رأس المال ويمنع حدوث الخسائر.

زيادة الإقبال على البيع في السوق

أكد صاحب أحد محلات الذهب بميدان الجامع في مصر الجديدة، أن السوق يشهد حالياً إقبالاً غير مسبوق على البيع، حيث يعد الإقبال على البيع الأعلى منذ أكثر من عامين، مشيراً إلى أن معظم الزبائن يبيعون جنيهات ذهب وسبائك للاستفادة من القفزة التاريخية في الأسعار. وتكرر هذه الظاهرة في فترات الذروة، حيث يميل الناس لبيع ما لديهم خشية من تصحيح الأسعار، وتعتبر محلات الذهب هذا الأمر فرصة لتدوير السيولة، والحفاظ على المعدن، الذي لا يفقد قيمته مع الوقت، حيث يضمن السوق عودة الأسعار للصعود عاجلاً أم آجلاً.

كما أشار إلى أن المحلات تتخذ احتياطات عند الشراء، حيث ليس كل محل قادر على استيعاب كميات كبيرة من الذهب في وقت قصير، مما يتطلب سيولة مالية ضخمة، وقد ترفض بعض المحلات الشراء مؤقتاً أو تضع شروطاً معينة، مثل أن تكون المشغولات قد تم شراؤها من المحل ذاته سابقاً، كما تفعل بعض الشركات الكبرى مثل BTC، التي تشترط توفير الفاتورة الأصلية لضمان سلامة مصدر الذهب وجودته.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *