الذهب ينخفض عن أعلى مستوياته التاريخية تحت ضغط قوة الدولار ونتائج مفاوضات التجارة العالمية

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية مع قوة الدولار ومفاوضات التجارة

تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 2% عند إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا مرتفعًا يعدى 4300 دولار للأوقية، متأثرةً بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب حول الرسوم الجمركية على الصين، حيث أشار إلى أن فرض رسوم “شاملة” لن يكون مستدامًا. انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 2.6% ليصل إلى 4211.48 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4378.69 دولار في بداية الجلسة. تجاوز المعدن الأصفر 4300 دولار للأوقية لأول مرة يوم الخميس، محققًا مكاسب أسبوعية تقدر بـ 4.8%. استقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر على انخفاض بنسبة 2.1%، عند 4213.30 دولار، فيما شهد مؤشر الدولار زيادة بنسبة 0.1%، مما زاد من تكلفة السبائك المقومة بالدولار على المشترين الأجانب.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

قبل الجلسة، كان الذهب في طريقه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي له منذ سبتمبر 2008، وذلك في ظل تأجج التوترات الجيوسياسية والقلق من الأزمة المالية العالمية. وصرح تاي وونغ، تاجر معادن مستقل، أن “نبرة ترمب الأكثر تصالحية خففت من حدة تداولات المعدن الثمين”. أصبح الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا، مرتفعًا بأكثر من 64% هذا العام، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية، وعمليات شراء البنوك المركزية، والاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة.

توقعات أسعار الفائدة وأثرها على السوق

تشير التقديرات إلى احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادمة، مما سيؤثر إيجابيًا على أسعار الذهب. توقع بنك اتش اس بي سي، ارتفاع متوسط سعر الذهب لعام 2025 إلى 3,455 دولار للأوقية، مع توقع الوصول إلى 5,000 دولار بحلول عام 2026. في الآونة الأخيرة، ظلت أسواق الطلب على الذهب قوية في آسيا، رغم تسجيل الأسعار مستويات قياسية جديدة.

أسواق المعادن الثمينة الأخرى وتطورات الأسهم العالمية

انخفضت أسعار الفضة بنسبة 6% يوم الجمعة، مسجلةً أكبر انخفاض لها في ستة أشهر، حيث تراجع سعر البلاتين إلى 1,607.85 دولارات، وخسر البلاديوم 7.9%. يأتي هذا الانخفاض بالتوازي مع تهدئة المخاوف حول جودة الائتمان الأمريكي. بينما أغلقت الأسهم الأمريكية مرتفعة، وسط انحسار المخاوف الائتمانية، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بمقدار 238.37 نقطة. المحللون يتوقعون نموًا في أرباح الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تصل إلى 9.3% في الربع الثالث.

خاتمة وتحليل إضافي للسوق

مع تواصل التطورات في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، يبقى المستثمرون متفائلين فيما يتعلق بتحركات السوق، مما يعكس تطلعاتهم نحو أسعار الذهب وتوجهات الأسهم. بينما يستمر الدولار الأمريكي في تسجيل خسائر أسبوعية، فإن ارتفاع عائدات سندات الخزانة يشير إلى احتمالية زيادات سعر الفائدة المستقبلية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *