هل يمكن أن تصل أوقية الذهب إلى مستوى قياسي يقترب من مئة ألف دولار في ظل الظروف الاقتصادية الحالية

يواصل الذهب تحقيق قفزات قياسية جديدة، حيث تجاوز يوم الثلاثاء الماضي حاجز 4200 دولار للأوقية، في ظل تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، نتيجة التوتر التجاري المتصاعد بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى توقعات قوية بانخفاض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قريبًا.

ارتفاع أسعار الذهب مدفوعًا بالتوترات التجارية

جاء هذا الارتفاع عقب تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية، بجانب قيود جديدة على تصدير البرمجيات الحساسة، ابتداءً من الأول من نوفمبر المقبل، وهو ما اعتُبر ردًا مباشرًا على إجراءات الصين بشأن معادن الأرض النادرة. رغم ذلك، دافعت الصين عن موقفها، غير أنها امتنعت عن فرض رسوم جديدة على السلع الأميركية. وفقًا لوكالة رويترز، شهد الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.4% ليصل إلى 4074 دولارًا للأوقية، بعد أن بلغ مستوى قياسيًا عند 4078 دولارًا، ودعمت العقود الآجلة الأميركية ليناير المقبلة ارتفاعه لتتجاوز 4120 دولارًا للأوقية. أكد جيوفاني ستاونوفو، المحلل في بنك “يو بي إس”، أن الطلب الاستثماري والبنوك المركزية سيواصلان تعزيز أسعار الذهب نحو 4200 دولار للأوقية.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب: 5 آلاف دولار قادمة

يتوقع المتداولون انخفاضًا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر، باحتمالات 95% و79.8% على التوالي. يعتقد راندي سمولوود، الرئيس التنفيذي لشركة ويتون للمعادن الثمينة، أن الذهب قد يتجاوز 5000 دولار خلال العام المقبل، وقد يتضاعف الرقم بنهاية العقد. وأشار مصطفى فهمي، رئيس الاستراتيجيات في شركة فورتريس للاستثمار، إلى أن الظروف الحالية تؤسس لارتفاع أسعار الذهب بشكل مستدام.

نحو 10 آلاف دولار: سيناريو متفائل لأسعار الذهب

يرى إد يارديني، رئيس شركة يارديني للأبحاث، أن الذهب يصبح ملاذًا آمنًا ضد التضخم، خاصةً مع سعي البنوك المركزية للتقليل من اعتمادها على الدولار. وبحسب توقعاته، قد يصل الذهب إلى 10 آلاف دولار بحلول نهاية العقد، إذا استمر الوضع الحالي. ويعتبر وليد فقهاء، مدير الاستثمار في الأهلي للوساطة المالية، أن التوترات الحالية مع الصين ستواصل دعم الطلب على الذهب.

نظرة بعيدة: 100 ألف دولار للأوقية

توقع الاقتصادي المعروف بيتر شيف، أن سعر الذهب قد يشهد ارتفاعًا كبيرًا، ليصل إلى 100 ألف دولار للأوقية، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في تراجع قيمة الدولار نتيجة الطباعة المتزايدة. أضاف شيف أن العالم يتجه نحو أزمة ديون تحت ضغط تجاوز الدين العالمي 330 تريليون دولار، وهو ما يدفع البنوك المركزية لفرص استثمارية آمنة مثل الذهب.

تحول نقدي عالمي: الاستغناء عن الدولار لشراء الذهب

تسعى البنوك المركزية إلى تقليل احتياطيات الدولار وشراء الذهب كاستثمار آمن، في تحول يعكس تصدّع النظام المالي الحالي. التحولات التكنولوجية والاقتصادية تشير إلى دخول العالم في موجة تضخم طويلة قد تعزز من استثمارات الذهب. بهذا الشكل، يتحول الذهب إلى عنصر مركزي في حفظ القيمة في ظل ظروف اقتصادية غير مستقرة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *