«أمريكا تُمدِّ بولندا بـ 2500 صاروخ جافلين كتعزيزات تحسبًا لأي تهديد روسي»
تعزيز التحالف الناتوي من خلال صواريخ جافلين
في خطوة هامة تعكس الدعم الأمريكي المتزايد لبولندا، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن موافقتها على تزويد بولندا بعدد 2506 صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات من طراز FGM-148F، و253 وحدة إطلاق خفيفة، بقيمة إجمالية تصل إلى حوالي 780 مليون دولار، وذلك في إطار تعزيز التحالف الناتوي في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة.
توسيع القدرات الدفاعية لبولندا
وصف وكيل التعاون الأمني الدفاعي الأمريكي الصفقة بأنها ستساعد بولندا على تعزير قدراتها لمواجهة التهديدات الحالية والمحتملة، مما يسهم في حماية منطقة أراضيها السيادية والامتثال لمتطلبات حلف شمال الأطلسي. الصفقة تتضمن أيضًا معدات لوجستية، قطع غيار، تدريبات، ودعم فني، حيث تمثل الشركات الأمريكية RTX ولوكهيد مارتن كالمقاولين الرئيسيين في هذا المشروع.
تدعم الصفقة تحديث وحدات الإطلاق الموجودة بالفعل في بولندا، التي أصبحت خط الدفاع الأول للناتو في منطقة شرق أوروبا. وفي سياق تعزيز الأمن، أشارت الوكالة إلى أن هذه الصفقة لن يكون لها تأثير سلبي على أمن الولايات المتحدة أو حلفائها.
منذ عام 2021، بدأت بولندا في بناء ترسانتها من صواريخ «جافلين»، حيث استلمت أول دفعة في الربيع، ومن المتوقع اكتمال عمليات التسليم بحلول نهاية عام 2026. تعتمد وحدات الدفاع البولندية، بما في ذلك قوات الاحتياط، بشكل كبير على هذه الصواريخ القوية لمواجهة التهديدات، لاسيما مع تزايد التهديدات الروسية.
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الدفاع البولندي عن اتفاق للتعاون مع أوكرانيا لتدريب الجنود البولنديين على كيفية الدفاع ضد الطائرات المسيرة، مما يعكس التنسيق الوثيق بين البلدين. يُعتبر هذا التعاون جزءًا من الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الإقليمي والتصدي لأي تهديدات محتملة.
مميزات صواريخ جافلين
تعتبر صواريخ «جافلين» واحدة من أبرز الأسلحة المضادة للدبابات في العالم، حيث تم تطويرها في التسعينيات من قبل لوكهيد مارتن ورايثيون. تعتمد هذه الصواريخ على تقنية «إطلاق ونسيان»، مما يسمح لها بتوجيه نفسها تلقائيًا نحو الهدف، ومدى فعاليتها يصل إلى 2.5 كيلومتر، ذات القدرة على اختراق الدروع الثقيلة. أثبتت فعاليتها خلال الحرب الأوكرانية، حيث قدمت الولايات المتحدة آلاف الصواريخ لتزويد أوكرانيا بوسائل للدفاع ضد القوات الروسية، مما أدى إلى تدمير العديد من الدبابات الروسية. شهدت بولندا زيادة كبيرة في ميزانيتها العسكرية منذ بدء التصعيد الروسي، حيث تجاوزت نسبة الإنفاق 4% من الناتج المحلي الإجمالي.
تأتي هذه الصفقة في سياق القلق المتزايد بشأن التهديدات الروسية، خصوصًا مع التصريحات المتكررة من موسكو عن التهديدات الناتوية المحتملة. وبذلك، ومع حصول بولندا على عدد كبير من صواريخ جافلين سابقًا، تشكل الصفقة الجديدة امتدادًا طبيعيًا لجهود البلاد في تعزيز قدراتها الدفاعية. من جهة أخرى، تُرى هذه القرارات كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة لدعم استقرار منطقة شرق أوروبا، ولكنها تثير مخاوفاً بشأن تصعيد محتمل في سباق التسلح، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الأمريكية التي قد تؤثر على السياسة الخارجية.