ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب مع زيادة التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على السوق العالمية
الذهب يرتفع مدفوعاً بتصاعد رهانات خفض الفائدة
سجل الذهب أعلى مستوى قياسي له عند 4179.48 دولارًا للأوقية، وقد تجاوزت أسعاره 4100 دولار، مُسجلةً قفزة تاريخية جديدة، تزامنًا مع تزايد احتمالات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، بينما أدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تعزيز الإقبال على الملاذ الآمن.
نما الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2٪ ليصل إلى 4117.72 دولارًا للأوقية، بعد تسجيله أعلى مستوى له عند 4179.48 دولار. بينما استقر سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة لتسليم ديسمبر عند 4133.80 دولار، وقد ارتفع الذهب بنسبة 57٪ منذ بداية العام الحالي، متجاوزًا مستويات 4100 دولار لأول مرة يوم الاثنين. كما تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5٪ لتصل إلى 52.07 دولارًا، بعد أن سجلت 53.60 دولارًا.
عوامل دعم أسعار الذهب والفضة
تلقى الذهب دعمًا من حالة عدم اليقين الجيوسياسي، والتوقعات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة، فضلًا عن الشراء القوي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المتداولة. وفي ضوء ذلك، توقع بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال وصول سعر الذهب إلى 5000 دولار بحلول عام 2026.
التوّترات التجارية وتأثيرها على السوق
صرّح كيلفن وونغ، محلل السوق في أواندا، أن التوترات التجارية ليست هي المحرك الرئيسي للارتفاع، بل تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. يتطلع المستثمرون إلى خطاب رئيس البنك الفيدرالي للحصول على إرشادات إضافية حول سياسته المستقبلية. ويتوقع المتداولون احتمالًا بنسبة 99٪ لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر.
التطورات السياسية وتأثيرها على الأسواق
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي بنظيره الصيني في كوريا الجنوبية، مما يزيد من التوترات، لا سيما مع إعلان الصين عن ضوابط جديدة على تصدير المعادن. هذا التصعيد دفع دونالد ترمب للتهديد بفرض رسوم إضافية على السلع الصينية، وهذا أدى إلى ارتفاع الذهب كملاذ آمن. كما تراجعت أسعار الدولار الأمريكي، مما أعطى دفعة إضافية للسبائك.
مع استمرار ارتفاع سعر الذهب هذا العام، يُعزى ذلك إلى انتعاش أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد، في الوقت الذي تؤدي فيه الشكوك الجيوسياسية إلى زيادة الطلب على الذهب كوسيلة للتنويع وتخفيف المخاطر، كما تشير التقارير إلى أن المخاوف من التضخم العالمي تعزز من جاذبية الذهب. المعدن الثمين تجاوز عتبة الـ 250٪ خلال العقد الماضي، وفي سياق التوقعات، يُشير جولدمان ساكس إلى إمكانية مواصلة الارتفاع بنسبة 20٪ قبل نهاية العام المقبل.