الدكتور يسري جبر: الرقية الشرعية تعالج الروح والجسد بكلمات طيبة
قوة الكلمة وتأثير الرقية الشرعية
أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن حديث النبي ﷺ حول جواز الرقية يسلط الضوء على الأثر الحقيقي للكلام الطيب في شفاء الإنسان. وقد أوضح أن الرقية الشرعية تتضمن قراءة القرآن أو الدعاء مع وضع اليد على موضع الألم والدعاء بالشفاء. وتعتبر هذه الممارسات صورة من صور التفاعل بين الروح والجسد، حيث تبرز أهمية الكلمة في إحداث تغيير حقيقي في حالة الإنسان.
أثر الكلام في حياة الإنسان
أضاف جبر خلال حلقة برنامج “أعرف نبيك”، الذي يُبث على قناة “الناس”، أن الكلمات قادرة على تغيير حالة الفرد. فهناك كلمات تثير الغضب والحزن، وكلمات أخرى تجلب الفرح والنشاط، بينما أخرى تمنح النفس الطمأنينة والسكون. ولهذا السبب، تعتبر الرقية علاجًا مشروعًا يستند إلى قوة الكلمة وتأثيرها. وأشار إلى أن الإيمان بحد ذاته يبدأ بكلمة، حيث أن كلمتي الشهادتين تغيران حياة الإنسان من الكفر إلى الإيمان، ومن حول أهل النار إلى أهل الجنة. وهذا دليل قاطع على الأثر الجوهري للكلمات في حياة الفرد.
كما أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون بكلمة “كن فيكون”، مما يؤكد أن الكلمات تحمل قوة مؤثرة في عالم الإنسان والكون بكامله. ومن ينكر تأثير الكلمة لم يتأمل حقيقة تكوين الإنسان، الذي يمزج بين الجسد المادي والروح التي تخرج من عالم الأمر. وبيّن جبر أن الرقية الشرعية تجمع بين شفاء الروح والجسد، حيث تتأثر الروح بالكلام الطيب كما يتأثر الجسد بالأدوية المحسوسة. وقد لاحظ الجميع هذه الحقيقة عندما يشعرون بالطمأنينة أثناء ذكر الله، أو عندما يستمعون إلى القرآن فيهدأون وتشعر قلوبهم بالراحة.
الرقية الشرعية ليست مجرد كلمات تُنطق، بل هي علاج متكامل يقدم الأمل ويجلب السكينة. ومن خلال إيماننا بأثر الكلمة والإلتزام بالممارسات الروحية، يمكننا تعزيز صحتنا النفسية والجسدية، مما يجعل الرقية أداة عظيمة لتحقيق الشفاء الداخلي والخارجي.