سعر الذهب يحلق عالياً: مكاسب قياسية جديدة تثير التساؤلات حول مستقبل الاستثمار الآمن.
سبائك الذهب
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الأربعاء، مدفوعةً بالإقبال المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن، تزامنًا مع استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والتوقعات القوية بأن يواصل الفيدرالي الأمريكي سياسة التيسير النقدي خلال اجتماعه المرتقب في أكتوبر.
صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة قدرها 1.65%، أي ما يعادل 66.1 دولارًا، لتصل إلى 4070.50 دولارًا للأوقية، مسجلة بذلك إغلاقًا قياسيًا هو الرابع والأربعين لهذا العام، ويعكس هذا الارتفاع المستمر جاذبية الذهب كاستثمار آمن في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية.
لماذا ارتفعت أسعار الذهب؟
يعزى هذا الأداء الإيجابي للذهب إلى عدة عوامل متضافرة، أبرزها استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم الثامن على التوالي، ممّا يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي، وتترقب الأسواق عن كثب تصويت الكونجرس على مشروعي موازنتين للتمويل المؤقت، في ظل استمرار الخلافات الحزبية حول أولويات الإنفاق، ممّا يساهم في تعزيز الإقبال على الأصول الآمنة كالذهب.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الاضطرابات الجيوسياسية المستمرة في أوكرانيا، والتوترات السياسية الداخلية في كل من فرنسا واليابان، في دعم أسعار المعدن النفيس، وتعكس هذه الأحداث العالمية دور الذهب كمخزن للقيمة في أوقات الأزمات، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار.
توقعات الفيدرالي وتأثيرها على أسعار الذهب
تلعب توقعات استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع السياسة النقدية المقرر عقده يومي 28 و29 أكتوبر دورًا كبيرًا في دعم أسعار الذهب، حيث أن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، مما يزيد من جاذبيته مقارنة بالأصول الأخرى،.
في سياق متصل، كشف محضر الاجتماع الأخير للفيدرالي عن تأييد واسع النطاق لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بضعف سوق العمل، ومع ذلك، أظهر المحضر انقسامًا في الآراء حول وتيرة التخفيضات المستقبلية، في ظل المخاوف من تسارع وتيرة التضخم، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى توقعات سوق الذهب.