صعود صاروخي لسعر الذهب يزلزل الأسواق وسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار النظام المالي العالمي.

في ظل موجة الاضطرابات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة عالميًا، يرتفع الذهب لمستويات قياسية، مؤكدًا مكانته كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الشكوك، هذا الارتفاع يعكس حالة من القلق العالمي وفقدان الثقة في الأنظمة المالية والاقتصادية، مما يدفع المستثمرين للبحث عن بدائل آمنة لحماية رؤوس أموالهم.

الخبير الاقتصادي الفرنسي أرنو دو بليزي، مدير استراتيجيات الذهب والمعادن النفيسة في شركة “سي بي آر أسيست”، يحذر من أن تخطي الذهب حاجز 4 آلاف دولار للأوقية قد يشير إلى تدهور الثقة في النظام المالي العالمي وبداية فترة طويلة من الاضطرابات، ويوضح أن هذا الصعود هو مزيج من انعدام اليقين السياسي والاقتصادي، وانخفاض عوائد الأصول التقليدية، مما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يحمل التزامات.

الذهب يسجل ارتفاعات تاريخية مدفوعة بأزمة ثقة عالمية

صباح الأربعاء، تجاوز سعر الذهب 4 آلاف دولار للأوقية، مسجلًا رقمًا قياسيًا تاريخيًا يعكس القلق المتزايد في الاقتصاد العالمي، من الشلل الحكومي في الولايات المتحدة إلى الأزمات السياسية في أوروبا والتوترات الجيوسياسية، يجد المستثمرون في الذهب ملاذًا آمنًا وسط هذه الظروف.

أسباب صعود الذهب: عوامل اقتصادية وجيوسياسية

يعزى هذا الصعود التاريخي للذهب إلى عدة عوامل رئيسية:
* الشلل الحكومي الأمريكي بسبب الخلافات حول الموازنة الفيدرالية.
* الأزمة السياسية في فرنسا بعد استقالة رئيس الوزراء.
* تزايد التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط.

هذه العوامل مجتمعة دفعت المستثمرين للبحث عن “ملاذات آمنة” مثل الذهب لحماية رؤوس أموالهم، منذ بداية عام 2025، ارتفع الذهب بنسبة تقارب 51%، بينما بلغت الزيادة في السنوات الثلاث الماضية حوالي 135%.

تأثير أسعار الفائدة والبنوك المركزية على أسعار الذهب

يستفيد الذهب من تراجع أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة، مما يقلل من تكلفة الاحتفاظ به، كما أن ضعف الدولار الأمريكي يعزز ارتفاع المعدن النفيس، بالإضافة إلى ذلك، تزيد البنوك المركزية في دول مثل روسيا والصين وتركيا من مشترياتها من الذهب لتقليل الاعتماد على الدولار، مما يدعم الطلب العالمي.

مستقبل الذهب: بين الاستقرار والتقلب

ويرى محللو الأسواق أن الارتفاع القياسي للذهب يعكس أزمة ثقة عالمية شاملة في النظامين المالي والسياسي الدوليين، ويُنظر إلى الذهب كرمز للاستقرار في ظل الفوضى، حيث تفشل الحكومات الكبرى في تهدئة المخاوف من الركود، المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية كانت العامل الأكبر وراء ارتفاع الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام، ليبلغ مستوى قياسيًا غير مسبوق عند أكثر من 4 آلاف دولار للأوقية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *