ليبيا تأمل في إنهاء انقساماتها السياسية وحرية مسارها نحو الاستقرار
ليبيا تنتظر تحول السياسة إلى الاستقرار
تواجه ليبيا تحديات متعددة مع استمرار الانقسام السياسي الذي أضعف البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي. يعيش الليبيون في حالة من التردد بين قيود هذا الانقسام وآمالهم في تحقيق الوحدة من خلال المبادرات السياسية والوساطات الخارجية، إلى جانب أي تغييرات جديدة في الوضع الأمني والعسكري.
الوضع المعقد في ليبيا
تفوق الأزمة الحالية في ليبيا مجرد انقسام سياسي، إذ ظهرت سلطات متنافسة ومؤسسات اقتصادية ومالية تتصارع فيما بينها، مما أسفر عن حالة نزاع مستمرة حول الموارد النفطية. يسجل الصراع على هذه الموارد كأساس لخيبة الأمل السياسية الطويلة الأمد.
في معسكر غرب البلاد، برزت حوادث متسارعة في الأشهر الأخيرة، حيث تتصارع الفصائل المسلحة على النفوذ والتمويل دون وجود قيادة واضحة، رغم الانتماء الرمزي للسلطات الرسمية. تبقى العاصمة طرابلس بؤرة مهمة تعكس آثار الانقسام، رغم الاتفاقات التي رعتها تركيا بين حكومة الدبيبة وبعض القوات المحلية ومليشيا جهاز الردع.
بعض الليبيين يتطلعون إلى مغادرة قطار السياسة مرحلة الانتقال إلى حالة استقرار تنهي الجمود التي تعاني منه البلاد. ومع ذلك، فإن خطوات مثل إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية التي يقودها خليفة حفتر قد تثير صراعات داخلية جديدة.
الانقسام السياسي في ليبيا، والذي يعد شأنا محليا في جوهره، يبقى ساحة مفتوحة لتدخلات إقليمية ودولية متزايدة، خاصة من تركيا وروسيا. وفي ظل هذه الظروف، يعاني المواطنون من أزمات معيشية خانقة، تتجلى في قطع الكهرباء، نقص السيولة، ارتفاع الأسعار، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية.
تساهم هذه الأزمات، إلى جانب ازدواجية المؤسسات بين الشرق والغرب، في تفاقم معاناة المواطنين، ويتمثل ذلك في تأخر صرف المرتبات، مما يزيد من الإحباط الشعبي. إن الأفق يبدو ضبابيًا، حيث لا تزال هناك معوقات كبيرة أمام الخروج من الأزمة السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الأسر الليبية.
بينما تتزايد الضغوطات العسكرية الإقليمية والدولية، يبقى المشهد في ليبيا قابلاً للانزلاق نحو الكثير من الاحتمالات. أما الانفراج الذي قد يسهم في إعادة بناء الدولة، أو استمرار التصعيد الذي يغذي الانقسام، فإن الوضع يبقى غامضًا وغير مؤكد.

