لوموند: تركيا تعزز نفوذها في ليبيا من خلال تقاربها مع حفتر

التوسع التركي في ليبيا

تسعى تركيا جاهدة لتعزيز نفوذها في ليبيا من خلال تحسين علاقاتها مع القائد العسكري خليفة حفتر، مما يعكس رغبتها في تأكيد طموحاتها البحرية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. هذا الانفتاح يعكس استراتيجية دبلوماسية واضحة من جانب أنقرة، التي تهدف إلى الظهور كصانعة سلام في وقت تتزايد فيه التوترات في البلاد.

فتح آفاق جديدة للنفوذ

تحاول تركيا تسويق نفسها على أنها الوسيط القادر على تحقيق الاستقرار في ليبيا، بعد أن كانت تُعرف بدورها الداعم للعاصمة طرابلس. وقد أثمرت هذه الجهود عن نجاح دبلوماسي مؤخراً تمثل في تحقيق تهدئة أدت إلى منع عودة المدينة إلى الصراعات المسلحة التي كانت تعاني منها سابقاً بسبب الخلافات بين الفصائل المسلحة.

تعد الاستخبارات التركية عنصرًا محوريًا في هذا السياق، إذ تلعب دورًا رئيسيًا في مختلف الملفات الليبية، بدءًا من تحقيق التهدئة في طرابلس، وصولاً إلى محاولة توسيع نطاق نفوذها في جميع أنحاء البلاد. تسعى أنقرة إلى ضبط موازين القوى، سواء في العاصمة أو على مستوى ليبيا بشكل عام، مما يمنحها القدرة على التأثير في القرارات السياسية والعسكرية.

لقد كانت تركيا واحدة من أكبر المستفيدين من سقوط نظام القذافي، حيث تحولت ليبيا إلى مناطق نفوذ تحت سيطرة قادة الميليشيات، كلٌ يتحكم في منطقة معينة. واستغلّت أنقرة هذه الفوضى لتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في البلاد، مع الجهود المتواصلة لتعميق الروابط مع مختلف الأطراف السياسية، مدفوعةً بالطموحات البحرية التي تسعى لتحقيقها في البحر الأبيض المتوسط.

إجمالاً، يمكن القول إن تركيا تدفع باتجاه إعادة تشكيل معالم العلاقات في ليبيا، حيث تهدف إلى أن تكون قوة رئيسية في رسم مستقبل هذا البلد الغني بالموارد، في ظل بيئة معقدة من الصراعات والتنافسات الإقليمية والدولية.