تراجع حاد في أسعار النفط العالمية وخام برنت يهوي قرب 64 دولارًا للبرميل في تعاملات شهر ديسمبر وسط مخاوف متزايدة

انخفضت أسعار النفط بنسبة 2% في نهاية تعاملات يوم الخميس الموافق 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لتواصل سلسلة خسائرها للجلسة الرابعة على التوالي، وسط تزايد المؤشرات الدالة على تباطؤ الطلب العالمي.

وطغت المخاوف بشأن تراجع الطلب وارتفاع الإمدادات على الجهود المبذولة لتشديد العقوبات على النفط الروسي، حيث تسعى مجموعة الدول السبع إلى اتخاذ خطوات لزيادة الضغط على روسيا، وذلك من خلال استهداف الدول والكيانات التي تواصل زيادة مشترياتها من الخام الروسي، وتلك التي تسهل عمليات التحايل على العقوبات.

وزاد إغلاق الحكومة الأميركية من حالة عدم اليقين التي تكتنف آفاق الاقتصاد العالمي، في حين أثرت توقعات زيادة إنتاج أوبك+ سلبًا على معنويات السوق، يذكر أن أسعار النفط كانت قد أنهت تعاملات يوم الأربعاء الموافق 1 أكتوبر/تشرين الأول، على انخفاض بنسبة 1%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك بعد أن أظهرت بيانات من الولايات المتحدة وآسيا بوادر تراجع في الطلب.

تتأثر أسعار النفط بعدة عوامل، مثل المخزونات العالمية، والقرارات السياسية والاقتصادية، والتطورات الجيوسياسية، وتوقعات النمو الاقتصادي العالمي، وتتفاعل هذه العوامل بشكل معقد لتحديد اتجاه أسعار النفط في الأسواق العالمية.

أسعار النفط اليوم وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

في ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم شهر ديسمبر/كانون الأول 2025، بنسبة 1.9%، لتصل إلى 64.11 دولارًا للبرميل، كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بنسبة 2.1% إلى 60.48 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تحليل أسباب انخفاض أسعار النفط وتوقعات الخبراء

أرجع بعض المحللين ارتفاعات أسعار النفط اليوم إلى انتعاش فني، بعد أن خسر سعر خام برنت وغرب تكساس الوسيط نحو 1% في الجلسة السابقة، إذ أُغلِق برنت عند أدنى مستوى له منذ 5 يونيو/حزيران، في حين أُغلِق غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ 30 مايو/أيار.

تأثير العوامل الجيوسياسية على أسواق النفط العالمية

سجّل الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم خسائر بنسبة 0.7% و1.7% على التوالي، متأثرَين بعودة صادرات نفط كردستان العراق عبر تركيا بعد انقطاع دام أكثر من عامين ونصف العام، إلى جانب التوقعات بزيادة جديدة في إنتاج تحالف أوبك+ خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

تحليل أسعار النفط وتوقعات السوق المستقبلية

قال كبير المحللين الإستراتيجيين في شركة نيسان للأوراق المالية للاستثمار، هيرويوكي كيكوكاوا: “برز إقبال على الشراء مع اقتراب خام غرب تكساس الوسيط من مستوى دعمه البالغ 60 دولارًا، في حين دعمت المخاطر الجيوسياسية المتزايدة والتكهنات بتشديد العقوبات على النفط الروسي السوق”.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بمعلومات استخباراتية، سيُسهّل على أوكرانيا استهداف مصافي النفط وخطوط الأنابيب والبنية التحتية الأخرى بهدف حرمان الكرملين من الإيرادات والنفط.

وقال متعاملون، إن الطلب المتزايد على النفط الخام من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، عزّز أسعار النفط أيضًا، ما حدّ من الانخفاض، ومع ذلك، أثار إغلاق الحكومة الأميركية المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، في حين إن توقعات زيادة إنتاج أوبك+ أثّرت سلبًا في المعنويات، ما حدّ من مكاسب أسعار النفط، وفقًا لما ذكره الرئيس التنفيذي لشركة نيسان كيكوكاوا.

جمّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأربعاء، 26 مليار دولار للولايات ذات الميول الديمقراطية، تنفيذًا لتهديدها باستعمال إغلاق الحكومة لاستهداف أولويات الديمقراطيين.

كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت، الأسبوع الماضي، مع تراجع نشاط التكرير والطلب.

وارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.8 مليون برميل، لتصل إلى 416.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 26 سبتمبر/أيلول، كما قفزت مخزونات البنزين بنحو 4.1 مليون برميل، لتصل إلى 220.7 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 0.6 مليون برميل، لتصل إلى 123.6 مليون برميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..