خبير الطاقة أنس الحجي: أسواق النفط العالمية في مأمن واستئناف صادرات كردستان لن يزعزع استقرار أوبك وحصص الإنتاج
تعالت التساؤلات والمخاوف بشأن تأثير عودة نفط كردستان العراق إلى الأسواق العالمية بعد اتفاق تصديره عبر ميناء جيهان التركي، وكذلك حول موقف منظمة أوبك وتحالف أوبك+، وهل ستشهد أسعار النفط تقلبات حادة؟
في هذا السياق، أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، أن الاتفاق الأخير لم يُحدث تغييرًا جوهريًا في الأسعار، لأنه لم يضف أي إنتاج جديد إلى السوق، بل أعاد توزيع الصادرات من وجهات إلى أخرى، بالتالي لم تتأثر أوبك+ ولا أسعار النفط العالمية.
وأشار الدكتور الحجي، خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة” على منصة “إكس”، إلى أن مؤسسات المراقبة الدولية كانت تحتسب إنتاج كردستان ضمن إنتاج العراق، مما يجعل الأرقام الجديدة مجرد تصحيح للمسار، وليس زيادة فعلية، لذلك لا يوجد تأثير مباشر على توازنات أوبك أو أسعار النفط.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الحجي أن نفط كردستان كان موجودًا في الأسواق عبر قنوات التهريب قبل الاتفاق، مما يعني أن الكميات المتدفقة حاليًا ليست إضافة جديدة، بل هي تنظيم لوضع قائم، وهذا يقلل من تأثيرها على الأسعار، ويجعل الأثر يظهر فقط في الفروقات بين الخامات تبعًا للجودة والموقع.
نفط كردستان العراق وتأثيره المحدود على الأسواق
أوضح أنس الحجي أن جزءًا من إيرادات كردستان العراق يُخصص حاليًا لسداد ديون الشركات، مما يقلل من المكاسب المباشرة للإقليم، ويحد من تأثيره على السوق، فالأموال الخاصة بسداد الديون تُودع في حساب خاص بنيويورك تحت إشراف الحكومة العراقية، قبل توزيع نسبة الـ17% وفقًا للدستور.
ويرى الحجي أن أربيل تستفيد بشكل أقل مما كانت تحققه عبر التهريب، حيث كانت تحصل على كامل العوائد رغم انخفاض الأسعار، ولكنها الآن مرتبطة بالتزامات مالية صارمة، ويشدد على أن التأثير الحقيقي على أوبك أو أسعار النفط لن يظهر إلا إذا زاد إنتاج العراق الكلي بصورة ملحوظة في المستقبل، وهو ما يتطلب استثمارات جديدة وزيادة فعلية في الطاقة الإنتاجية، وهو أمر يتطلب وقتًا.
هل يؤثر اتفاق النفط بين العراق وكردستان على أوبك؟
وخلص الحجي إلى أن الأثر الحالي شبه معدوم، سواء في أوبك أو أسعار النفط، مع بقاء ملف نفط كردستان ملفًا سياسيًا أكثر منه اقتصاديًا، مع احتمالات دائمة للتقلبات تبعًا لتغير موازين القوى الإقليمية والدولية.
ما قصة المليار دولار المتعلقة بنفط كردستان؟
أشار أنس الحجي إلى أن هناك مبلغًا يُقدّر بنحو مليار دولار يتعيّن دفعه للشركات العاملة، سواء كان الدفع نقدًا أو بطرق أخرى، والاتفاق مع الحكومة العراقية يقضي بإنتاج جزء من النفط لصالحها، أما شركتا “دي إن أوه” و”جنيل” فقد فضلتا بيع حصتهما في السوق المحلية لجدواها الاقتصادية.
لماذا يرى الخبراء أن أسعار النفط لن تتأثر بشكل كبير؟
أوضح أنس الحجي أن السبب الأساسي للمخاوف من تراجع أسعار النفط لا يرتبط بالاتفاق النفطي مع كردستان، بل بالسياسات الاقتصادية التي تبنتها الولايات المتحدة، إضافة إلى عدم التزام بعض أعضاء أوبك+ بحصصهم، ومع ذلك، ساعدت التخفيضات الطوعية التي نفذتها السعودية في التخفيف من حدة هبوط الأسعار.
واختتم تصريحه بتأكيد أنه لا يتوقع هبوطًا كبيرًا في أسعار النفط خلال المدة المقبلة، مرجحًا بقاءها عند مستوياتها الحالية، رغم التحديات المالية الكبيرة التي تواجه العراق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..