تراجع أسعار النفط يثير قلق الأسواق وخام برنت لشهر نوفمبر يسجل انخفاضًا ملحوظًا دون مستوى 68 دولارًا للبرميل الواحد.
خلال تعاملات اليوم الثلاثاء الموافق 30 سبتمبر/أيلول 2025، شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا، لتواصل خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، وسط مؤشرات قوية على زيادة المعروض العالمي من الخام، مما أثار مخاوف لدى المستثمرين، ودفع الأسعار نحو الهبوط.
عززت هذه التوقعات بزيادة إنتاج أوبك+، بالإضافة إلى استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر تركيا، التكهنات بوجود فائض وشيك في المعروض النفطي، هذا الضغط المتزايد على المعروض، ساهم بشكل كبير في تراجع الأسعار.
وذكرت وكالة رويترز نقلًا عن ثلاثة مصادر، أن دول أوبك+ الثمانية المشاركة في تخفيضات الإنتاج الطوعية، تتجه نحو الموافقة على زيادة أخرى في إنتاج النفط، قد تصل إلى 137 ألف برميل يوميًا، خلال اجتماعهم المقرر عقده يوم الأحد المقبل، هذه الأخبار زادت من الضغط على الأسعار.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات يوم الاثنين 29 سبتمبر/أيلول بانخفاض كبير، وصل إلى 3.5%، وذلك نتيجة للمؤشرات التي تشير إلى زيادة الإمدادات وتراجع الطلب العالمي على النفط، هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:50 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:50 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بنسبة 0.57%، لتصل إلى 67.58 دولارًا للبرميل، وهو ما يعكس استمرار الضغط على الأسعار.
كما تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2025، هامشيًا بنسبة 0.41%، لتصل إلى 63.18 دولارًا للبرميل، وذلك بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأنهى الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) جلسة أمس على انخفاض بنسبة 3.1% و3.45% على التوالي، متأثرين بعودة صادرات نفط كردستان العراق عبر تركيا بعد انقطاع دام أكثر من عامين ونصف العام، بجانب التوقعات بزيادة جديدة في إنتاج تحالف أويك+ خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

تحليل أسباب تراجع أسعار النفط
قال المحلل في آي جي، توني سيكامور: “جاءت انخفاضات أسعار النفط في الوقت الذي استأنف فيه إقليم كردستان العراق صادراته من النفط الخام خلال عطلة نهاية الأسبوع، ووسط تقارير تفيد بأن أوبك+ من المرجح أن توافق على زيادة الإنتاج لشهر نوفمبر في اجتماعها هذا الأسبوع”.
توقعات خبراء السوق النفطي
قال المحلل في ماريكس، إد ماير: “على الرغم من أن إنتاج أوبك+ لا يزال أقل من حصتها، إلا أن السوق لا تزال تبدو غير راضية عن تدفق المزيد من النفط”، مما يعكس قلق السوق من زيادة المعروض.
تأثير عودة النفط الكردستاني على الأسعار
في غضون ذلك، تدفق النفط الخام يوم السبت عبر خط أنابيب من إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق إلى تركيا لأول مرة منذ عامين ونصف، بعد أن كسر اتفاق مؤقت الجمود، هذا التدفق الإضافي يزيد من الضغط على الأسعار.
يرى محللون أنه على أرض الواقع لن تكون هناك أيه زيادات جديدة في الإمدادات من العراق؛ إذ إن هذا النفط موجود في الأسواق مسبقًا، وبعضه يُباع داخل البلاد؛ ما يساعد الدولة على تصدير المزيد من الجنوب، والجزء الآخر يهرب إلى إيران ومنه إلى الأسواق العالمية.
كما ظلت السوق حذرة في الأسابيع الأخيرة، إذ وازنت بين مخاطر العرض، الناشئة بشكل رئيس عن هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية، ومخاوف من فائض العرض وضعف الطلب، هذه العوامل المتضاربة تزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
ومما زاد من تفاؤل السوق، أن الخطر المحتمل لإغلاق الحكومة الأميركية في 1 أكتوبر/تشرين الأول قد أثار مخاوف بشأن الطلب، وفقًا لمحللي بنك إيه إن زد (ANZ)، هذا التخوف يأتي بسبب التأثير المحتمل للإغلاق على النشاط الاقتصادي.
قد يؤدي إغلاق الحكومة الأميركية إلى تعطيل مجموعة واسعة من الخدمات وتأخير إصدار البيانات الاقتصادية، بما في ذلك تقرير الرواتب المقرر صدوره يوم الجمعة، وهو أمر بالغ الأهمية لاتخاذ القرارات من قبل صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
سيكون الإغلاق هو الأول منذ عامي 2018 و2019، عندما توقف تمويل الحكومة لمدة 5 أسابيع، بما في ذلك يوم رأس السنة الجديدة، خلال إدارة ترمب الأولى.
في سياق آخر، حصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمقترح السلام في غزة الذي تدعمه الولايات المتحدة، لكن موقف حماس ظل غير مؤكد.