تحت ضغط ارتفاع الأسعار: خبير يكشف لـ”الجبال” كيف يواجه تجار الذهب معضلة الحفاظ على رأس المال وتراجع الإقبال.

في 29 أيلول 2025، سلّط الخبير الاقتصادي رشيد السعدي الضوء على الآثار المترتبة على استمرار ارتفاع أسعار الذهب، محلياً في العراق وعالمياً، موضحاً الأسباب والتداعيات المحتملة لهذه الموجة الصعودية.

لماذا يستمر الذهب في الصعود؟ نظرة الخبير رشيد السعدي

أرجع السعدي في حديث لمنصة “الجبال” استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالمياً إلى عدة عوامل، تشمل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتزايد المخاوف الجيوسياسية التي تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن، بالإضافة إلى السياسات النقدية التي تتبعها البنوك المركزية في الدول الكبرى، حيث يعتبر الذهب الخيار الأمثل في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار.

وأضاف السعدي أن التوترات العالمية المستمرة، إلى جانب تذبذب أسعار النفط والدولار، تشير إلى بقاء الطلب على الذهب مرتفعاً، مما يعني استمرار ارتفاع أسعاره على المدى القصير والمتوسط، فالذهب يمثل حصناً للمستثمرين في مواجهة تقلبات الأسواق.

الذهب في العراق: فرص وتحديات

أوضح السعدي أن ارتفاع أسعار الذهب في العراق يحمل في طياته فرصاً وتحديات، فمن ناحية، يمثل فرصة للمدخرين والمستثمرين المحليين للحفاظ على قيمة مدخراتهم في ظل تقلبات السوق، ومن ناحية أخرى، يزيد من الأعباء على الأسر عند شراء الذهب لأغراض الزواج أو الادخار التقليدي، مما قد يؤدي إلى انخفاض حجم المبيعات في الأسواق المحلية.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب عالمياً: نظرة مستقبلية

على الصعيد العالمي، يرى السعدي أن الأسعار المرتفعة قد تؤثر على الطلب الصناعي على الذهب في قطاعات مثل التكنولوجيا والمجوهرات، لكنها في المقابل ستعزز مكانته كأداة تحوط فعالة ضد التضخم وانخفاض قيمة العملات، خاصة في الاقتصادات الناشئة التي تسعى لحماية ثرواتها من التدهور.

واختتم السعدي حديثه بالتأكيد على أنه في ظل استمرار الوضع الجيوسياسي والاقتصادي الحالي، فمن المرجح أن يحافظ الذهب على اتجاهه الصاعد، وقد يسجل مستويات قياسية جديدة خلال العام المقبل، مما يستدعي مراقبة دقيقة لتطورات السوق والتخطيط المالي السليم.