مشاريع الأسر المنتجة في الإمارات: مصدر دخل يعزز الهوية ويحقق الطموحات
مشاريع الأسر المنتجة في الإمارات
في سوق الشندغة التراثي بإحدى ضواحي دبي، تعرض الإماراتية فاطمة الكعبي، عباءات مطرزة بخيوط فضية للبيع، في مشروع أصبح بدعم من أسرتها مصدراً لدخلها وجزءاً من هويتها. يُعد مشروع الكعبي واحداً من مئات مشاريع الأسر المنتجة في الإمارات، التي تحولت من العمل المنزلي إلى مشاريع حقيقية تُحقق ذاتها، بعيداً عن النظرة التقليدية التي تقتصر على تحقيق الربح.
مبادرات الأسر المنتجة
تشير الأرقام الرسمية إلى أن مشاريع الأسر المنتجة أصبحت ظاهرة اقتصادية، حيث زاد عدد هذه الأسر في الإمارات إلى 3307 أسر في عام 2024، بزيادة 4.5% عن العام 2023، مما يعكس فعالية السياسات الحكومية لدعم هذا القطاع. تتذكر الكعبي بدايات مشروعها، مشيرة إلى أنها كانت تخشى من المنافسة، لكنها من خلال الدورات التدريبية اكتسبت مهارات تسويقية وفهم احتياجات الزبائن، مما أسهم في تحول مشروعها إلى مصدر دخل أساسي.
كان لدعم عائلتها دور أساسي في نجاح المشروع، حيث ساهم أفراد الأسرة في شراء الأقمشة وخياطة التصاميم وتوصيل الطلبات. يعبر والد فاطمة عن فخره بجهود ابنته، مؤكداً أنها تسعى لتحقيق حلمها كفتاة منتجة. يدعم شقيقها مروان مشروعها بشكل فعال، حيث وضع سيارته الخاصة لتوصيل الطلبات.
تقود النساء غالبية الأسر المنتجة في الإمارات، بما يعكس دورهن الفاعل في الاقتصاد، وتتوزع هذه الأسر على مختلف الإمارات، مع تصدر دبي للقائمة. تُظهر الإحصائيات أن مشاريع الأسر المنتجة تتنوع بين الملابس والإكسسوارات والمنتجات الغذائية، ما يدل على قدرة هذه الأسر على دمج الحرف التقليدية مع المنتجات العصرية.
تسعى العديد من الشابات مثل هند السويدي إلى الحفاظ على التراث الإماراتي من خلال مشاريعهن، حيث حققت منتجاتها من الحلويات التقليدية شهرة بين الزبائن. بالمثل، أمينة المهيري التي تعمل في صناعة العطور، أكدت أن مشاريعها لم تقتصر على الربح بل كانت وسيلة لإعادة بناء ثقتها بنفسها. حصلت بعض مشاريع الأسر المنتجة على دعم مادي وبرامج تدريبية مجانية من مؤسسات وطنية، ما ساعد في تعزيز مكانتها في السوق.
تسعى هيئة تنمية المجتمع بدبي إلى توسيع نطاق هذه المشاريع، مؤكدة على أهمية الدعم الحكومي في تعزيز الاستقلال المالي للأسر، مؤكدة أن هذه المشاريع ليست مجرد مصدر دخل بل وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية.