محلل عسكري: قوات الردع ترفض مطالب الدبيبة

نزاع مسلح يهدد العملية السياسية في ليبيا

حذّر المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني من أن أي نزاع مسلح قد ينشب في العاصمة طرابلس سيشكل تهديدًا كبيرًا للعملية السياسية التي تسعى الأمم المتحدة إلى تحقيقها في ليبيا. وأوضح أن التصعيد العسكري المستمر قد يُعيد البلاد إلى حالة من الفوضى والانقسام، مما يشكل خطرًا على الاستقرار.

تصعيد عسكري وتداعيات سلبية

أشار الترهوني في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، يحاول إلغاء المسار السياسي القائم من خلال فرض حرب داخل العاصمة، أو من خلال الضغط العسكري لاستبعاد خصومه السياسيين. ولاحظ أن هذه المساعي بدأت باغتيال القيادي الأمني عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، الذي كان يشغل رئاسة جهاز دعم الاستقرار.

وأضاف الترهوني أن التجهيزات العسكرية الجارية في طرابلس ستؤدي إلى موجة نزوح واسعة بين المدنيين، مع عمليات تشريد لأولئك العالقين في مناطق الصراع. وتحدث عن غياب الضمانات الكافية لحماية السكان وتأمين المرافق الحيوية، مؤكداً أن العاصمة تعيش حالة من الهدنة الهشة التي تشرف عليها السلطات الأمنية والمجلس الرئاسي، وهي مهددة بالانهيار في أي لحظة بفعل التوتر المتزايد بين المجموعات المسلحة.

وفي ذات السياق، أكد الترهوني أن قوات الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتي تُعتبر إحدى التشكيلات الأمنية البارزة في طرابلس، ترفض مطالب الدبيبة. وتتضمن هذه المطالب: حل جهاز الردع بالكامل، الإفراج عن سجناء من الإسلاميين المحتجزين، وتسليم السيطرة إلى حكومة الدبيبة على مطار معيتيقة الدولي. واعتبر الجهاز أن هذه المطالب تعد تهديدًا مباشرًا لنفوذهم الأمني، بل إنها محاولة لإعادة تشكيل الوضع العسكري في المدينة لصالح حكومة الدبيبة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *