غدًا: موعد خسوف القمر وصلاة الخسوف في السعودية والعالم

تشهد السماء حدثًا فلكيًا نادرًا يتمثل في خسوف كلي للقمر، يستمر لأكثر من 80 دقيقة، ليكون واحدًا من أطول الخسوفات القمرية في السنوات الأخيرة. يترقب ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم هذا الحدث الذي سيكون مرئيًا بشكل واضح في السعودية ومناطق واسعة من آسيا وإفريقيا، بالإضافة إلى أجزاء من أوروبا وأستراليا. وهذا يجعلها فرصة سانحة للمتابعة والتأمل وأيضًا لأداء صلاة الخسوف التي أوصى بها النبي ﷺ عند حدوث هذه الظاهرة.

خسوف القمر ومتى يبدأ؟

وفق ما ذكره معهد علوم الفضاء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست”، من المقرر أن يدخل القمر منطقة شبه الظل عند الساعة 6:27 مساءً بتوقيت السعودية. يبدأ الخسوف الجزئي في الساعة 7:27 مساءً، بينما ينتقل إلى مرحلة الخسوف الكلي عند الساعة 8:30 مساءً ويستمر حتى الساعة 9:53 مساءً، ما يعادل 83 دقيقة تقريبًا. يُتوقع أن ينتهي الخسوف بالكامل عند الساعة 11:57 مساءً، حين يخرج القمر من منطقة شبه الظل. يُعتبر هذا التوقيت فرصة مثالية لعشاق الفلك والمصورين والمهتمين برصد الظواهر الطبيعية، حيث سيكون القمر مرئيًا بالعين المجردة في معظم بقاع المملكة، مما يوفر أجواءً مناسبة لرؤية هذه الظاهرة الاستثنائية.

الظاهرة القمرية

يحدث الخسوف القمري عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، مما يجعل القمر يدخل في ظل الأرض، ويؤدي هذا إلى تعتيم سطحه تدريجيًا. عندما يصل القمر إلى منطقة الظل الكامل، يحدث الخسوف الكلي، حيث يظهر بلون نحاسي أو أحمر داكن، ويُعرف بـ “القمر الدموي”. على النقيض من الكسوف الشمسي، يمكن رؤية الخسوف القمري من أي جزء من الأرض يكون فيه الليل، بينما الكسوف يظهر في مناطق محدودة للغاية ولا يستمر إلا لبضع دقائق.

أهمية صلاة الخسوف

ترتبط هذه الظاهرة بعبادة عظيمة في الإسلام وهي صلاة الخسوف، التي حث عليه النبي ﷺ عند حدوث الخسوفات. وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي». تُعتبر هذه الصلاة سنة مؤكدة، وينبغي على المسلمين في السعودية وبقية البلاد إقامتها في وقت وقوع الخسوف، حيث تذكرهم بقدرة الله وعظمته، وتعزز الروابط الروحية بينهم وبين خالقهم.

كيفية أداء الصلاة

تُؤدى صلاة الخسوف من خلال ركعتين، حيث تشمل كل ركعة ركوعين وقراءتين. يبدأ الإمام بتكبيرة الإحرام، ويتلو الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع طويلًا، ثم يرفع ويعيد قراءة الفاتحة وسورة أخرى طويلة، ليركع مرة أخرى ثم يسجد سجدتين طويلتين. تُكرر الركعة الثانية بنفس الطريقة. بعد الانتهاء من الصلاة، يُفضل أن يلقي الإمام خطبة يعظ فيها المصلين ويذكرهم بعظمة الله.

الجانب العلمي للظاهرة

يصف الدكتور زكي المصطفى، الباحث في “كاكست”، خسوف القمر بأنه أحد الظواهر الطبيعية المذهلة التي تحدث عندما ينزلق القمر داخل ظل الأرض. وأكد أن مثل هذه الأحداث تعزز الوعي الفلكي، حيث تعمل المراصد السعودية على رصدها بدقة وتنظيم فعاليات توعوية للجمهور. يُتوقع أن يتبع هذا الخسوف كسوف جزئي للشمس لاحقًا هذا الشهر، لكنه لن يظهر في السعودية.

استعدادات الجهات المعنية

تولي السعودية أهمية كبيرة لرصد الظواهر الفلكية، وتقوم “كاكست” بتجهيز فرقها العلمية لرصد الخسوف، مستخدمة أحدث التلسكوبات والأجهزة المتطورة. تسعى المراصد المتنقلة لتغطية مختلف المناطق، مما يُتيح توفير صور مباشرة وبيانات علمية دقيقة للمهتمين. تُنظم كذلك فعاليات توعوية للجمهور لتعريفهم بأهمية هذه الظواهر وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بها.

ستشهد العديد من المساجد في أنحاء المملكة صلاة الخسوف بعد صلاة العشاء تقريبًا، حيث يتزامن وقت الخسوف الكلي مع هذه الفترة. يُتوقع أن تشهد المساجد إقبالًا كبيرًا من المصلين الراغبين في إحياء هذه السنة النبوية.