ثلاثة عوامل تفسر تشدد بوتين في موقفه من الصراع

تطورات الحرب في أوكرانيا وأثرها على العلاقات الدولية

في تطور مثير، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً قوياً للغرب من عواقب إرسال جنود أو قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا، مؤكداً على أن أي وجود عسكري في المنطقة سيعتبر أهدافاً مشروعة للتدمير. جاء هذا التصريح في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك، حيث لقيت كلماته ترحيباً حاراً من الحضور، مما يعكس توجّه المسؤولين الروس وقادة الأعمال تجاه التهديدات للنفقات العسكرية الغربية.

تحذيرات القادة والمواقف المتباينة

جاءت كلمات بوتين بعد إعلان حلفاء أوكرانيا عن إنشاء “قوة طمأنة” لحماية البلاد، مما جعل تصفيق الجمهور يتعاظم بعد تصريحه برغبته في لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شرط أن يكون اللقاء في العاصمة موسكو. رغم ذلك، اعتُبر الاقتراح بمثابة “استفزاز سياسي” من قبل الأطراف الغربية، مما يسلط الضوء على عدم جدية هذه المفاوضات. يتجسد الموقف الروسي الحالي في رغبة للسلام، ولكن بشروط أُحادية الجانب.

تلعب عدة عوامل دوراً في تعزيز الثقة الروسية خلال هذه الفترة. أولاً، تعتقد الحكومة الروسية أن القوات الروسية تحتفظ بالسيطرة في ساحة المعركة. ثانياً، حققت روسيا نجاحاً دبلوماسياً من خلال توطيد علاقاتها مع دول مؤثرة مثل الصين وكوريا الشمالية، حيث أظهر بوتين وجود حلفاء أقوياء يدعمون سياساته. ثالثاً، تأتي الضغوط الأمريكية من خلال تعهدات الرئيس السابق دونالد ترامب المتكررة تجاه السلام، غير أن عدم تنفيذ هذه الوعود قد أسهم في تعزيز موقف الكرملين في المفاوضات.

يُظهر هذا التصعيد في المواقف الروسية عدم وجود رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية سلمية، إذ أن بوتين قد أعرب عن رؤيته لـ”ضوء في نهاية النفق”، لكنه على ما يبدو يشير إلى انتصار روسي محتمل، في حين أن أوكرانيا وأوروبا تركزان على ضمانات أمنية وإعادة بناء القوة العسكرية. وفي غياب أي تصورات مشتركة، يبدو أن الطريق نحو السلام قد سيكون شاقاً ومليئاً بالتحديات، حيث يظل التوافق بين الجانبين بعيد المنال.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *