السعودية تعزز إنتاج النفط في تحركات “أوبك+” وسط توقعات بانخفاض الأسعار

السعودية تزيد إنتاج النفط ضمن تحالف أوبك+

تسعى المملكة العربية السعودية بجدية لزيادة إنتاجها النفطي في إطار تحالف “أوبك+”، بهدف استعادة حصتها في السوق والحفاظ على استقرار أسعار النفط، بينما يراهن المستثمرون بشكل متزايد على تراجع أسعار خام برنت إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل. من المقرر أن يجتمع الأعضاء الرئيسيون في التحالف عبر تقنية الفيديو يوم الأحد المقبل لمناقشة كيفية التعامل مع حوالي 1.66 مليون برميل يوميًا من الإمدادات المعلقة، بعد أن تم تسريع العودة إلى مستويات الإنتاج السابقة خلال الأشهر الخمسة الماضية.

حتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن توقيت زيادة الإنتاج، وما إذا كان سيتم الاتفاق على ذلك خلال الاجتماع المقبل أو تأجيله إلى الأشهر اللاحقة. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن السعودية، التي قادت جهود العودة السريعة للإنتاج، تبدو عازمة على زيادة الكميات المتاحة في السوق لتعويض انخفاض الأسعار. ومع ذلك، قد يواجه هذا التوجه معارضة من بعض الأعضاء الذين يفضلون دعم الأسعار ومنع مزيد من الانخفاض.

استراتيجية تعزيز الحصة السوقية

تبرز أهمية الموقف السعودي في سياق المنافسة مع شركات النفط الصخري الأمريكية، حيث أكدت مصادر من “أوبك” أن المملكة تسعى لاستعادة حجم المبيعات التي فقدتها لصالح المنافسين. يأتي ذلك قبل زيارة مرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في نوفمبر المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تقليل أسعار الوقود لتخفيف تكاليف المعيشة وكبح التضخم.

في حين توقعت غالبية تجار النفط الذين استطلعت “بلومبيرغ” آراؤهم أن “أوبك+” قد تلجأ إلى وقف مؤقت قبل أي زيادات أخرى، أشارت مجموعة “غولدمان ساكس” إلى إمكانية تراجع خام برنت إلى أقل من 50 دولارًا للبرميل العام المقبل بسبب فائض المعروض المتوقع. وقد سجلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنحو 10% منذ بداية العام، لتصل إلى حوالي 67 دولارًا للبرميل في لندن يوم الجمعة الماضي.

في سياق ذي صلة، أفادت الوكالة أن “أوبك+” قد وافقت مبدئيًا على زيادة في الإنتاج الشهر المقبل، مما يعكس الانتقال الاستراتيجي للمجموعة من سياسة حماية الأسعار إلى التركيز على استعادة الحصة السوقية. تشير التقديرات إلى إضافة حوالي 137 ألف برميل يوميًا مع بدء السعودية وروسيا في تقليص جزء جديد من الإمدادات المتوقفة، بعد أن أكمل التحالف مؤخرًا تسريع عودة شريحة سابقة.

هذا التوجه يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية “أوبك+”، إذ قامت المنظمة بالتفاجؤ الأسواق خلال الأشهر الماضية بإعادة تشغيل 2.2 مليون برميل من الإنتاج المتوقف قبل الموعد المقرر بعام. وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط بنسبة 12% منذ بداية العام بسبب زيادة المعروض وتأثير الحرب التجارية، فإن السوق أبدت مرونة ملحوظة، مما منح السعودية وحلفاءها ثقة إضافية للمضي قدمًا نحو زيادة الإنتاج.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *