التطرف الإسرائيلي مقابل الاعتدال العربي: صراع الأفكار في الشرق الأوسط

التغيرات السياسية في الشرق الأوسط

تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة صعبة تتمثل في انتهاء التحالفات القديمة وظهور تحالفات جديدة، في ظل التوترات المتزايدة التي تثيرها العنجهية الإسرائيلية. لقد شهد محور المقاومة كل أنواع العجز والتحلل، في حين لا يزال المحور الأصولي نشطًا، ولكنه مرتبط بتوازنات سياسية واقتصادية تمنعه من الانزلاق نحو أحلام الخلافة أو التوسع. تبقى الأبعاد التاريخية لنضال الفلسطينيين عنصرًا ثابتًا لا يمكن تجاهله رغم الأحداث السياسية السريعة. لقد تغيرت معادلات القوى بشكل ملحوظ، مما أدى إلى زوال قادة الشعارات والأشخاص الذين استغلوا القضية الفلسطينية كوسيلة لتحقيق أهدافهم الضيقة، ليحل محلهم رؤية عقلانية تدعو إلى السلام وفق مبدأ حل الدولتين، وهو ما تدعمه العديد من الدول، على رأسها السعودية وفرنسا ومصر والإمارات.

الأوضاع الإسرائيلية الحالية

تتمثل المشكلة الرئيسية اليوم في إسرائيل، التي تسيطر عليها كتلة من المتطرفين الذين يشكلون ثقلًا قويًا في صنع القرار. مع انتصاراتها الأخيرة، باتت إسرائيل أسرى لأوهامها، تسعى إلى توظيف الأيديولوجيا في السياسة بشكل متهور، مما قد يقودها إلى الانتحار من الداخل. إن التاريخ يشير إلى أن الفترات التي كانت فيها الأمم مغرورة واستبدادية عادةً ما تكون نهايتها مأساوية. وبما أن إسرائيل تسير في هذا الاتجاه، يبدو أن لديها رغبة في تدمير نفسها بدلاً من التوصل إلى اتفاقات دولية تضمن السلام.

تسجل دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر، تطوراً ملحوظاً سواء من حيث الاقتصادي أو الجيوسياسي، مما يجعلها دولاً تشكل قوة لا يستهان بها على الساحة الدولية. يبدو أن العديد من القوى الكبرى قد أدركت خطورة التعايش مع جماعات الإسلام السياسي المخادعة، بينما تستطيع التعامل مع الجماعات المتطرفة بطرق التعليم والتدريب.

مع تزايد التطرف الإسرائيلي ومحاولات السيطرة على الجماعات الإرهابية، تم تهميش جماعات الإسلام السياسي، الأمر الذي ينطبق على وضع الإخوان المسلمين في مصر. إن انهيار المحاور السياسية لا يعني نهايتها، بل يشير إلى ضرورة النظر في التحولات الجارية خارج حدود الاعتبارات السطحية، وإدراك أن الفهم العميق معناه تجاوز الفوارق السطحية بين ما يسمى بمحور المقاومة وجميع الدلالات السيئة لها.

في النهاية، تقود دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، جهوداً فعالة للتصدي للسياسات الإسرائيلية التي تهدد المنطقة. تعبيرات مثل “الضم يمثل خطًا أحمر” من قبل المسؤولين الإماراتيين تأكد على وجود وعي منفتح وعقلاني يسعى للحفاظ على رؤية للتكامل الإقليمي تخدم جميع الأطراف وتساعد على بناء مستقبل أكثر سلامًا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *