إيلون ماسك وعلاقته الغامضة بالبقعة الوردية التي ظهرت في سماء السعودية
شهدت أجزاء متفرقة من المملكة العربية السعودية خلال الساعات الأخيرة ظاهرة فلكية نادرة، حيث ظهرت بقعة وردية مضيئة في السماء، مما أثار فضول المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين بدأوا في طرح تساؤلات حول طبيعة هذه الظاهرة ومصدرها. وفي توضيح علمي، أكدت جمعية مدار الفلك أن هذه البقعة الضوئية ناتجة عن عملية إطلاق صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة سبيس إكس الأمريكية، والذي يحمل دفعة جديدة من أقمار “ستارلينك” الخاصة بالاتصالات إلى مداراتها الفضائية.
وأوضحت الجمعية أن هذه الظاهرة تنتج عن انعكاس أشعة الشمس على بخار الوقود المنبعث من الصاروخ، مما يؤدي إلى تشكيل سحابة مضيئة تظهر بألوان متدرجة بين الأبيض والوردي والأرجواني، خصوصًا في الوقت الذي يأتي بعد غروب الشمس أو قبيل شروقها. كما أشارت إلى أن انفصال مراحل الصاروخ خلال الرحلة يمكن أن يخلق في بعض الأحيان ما يشبه “الفقاعة” أو “الهالة الضوئية” التي تتحرك ببطء في السماء. ولقد لوحظت مثل هذه المشاهد سابقًا في الأجواء السعودية، حيث ظهرت بقعة وردية مشابهة في سماء شمال غرب المملكة في 1 يوليو 2025، وأخرى بتاريخ 13 مايو الماضي، وفقًا لترصدات الجمعية الفلكية بجدة.
الظاهرة الفلكية وتأثير التكنولوجيا
هذه الظواهر تعكس مدى تقدم التكنولوجيا الفضائية التي باتت تؤثر على مشاهداتنا اليومية للسماء، خاصةً مع زيادة وتيرة عمليات الإطلاق الفضائي على مستوى العالم. سبيس إكس، التي يقع مقرها في موقع “ستاربيس” في ولاية تكساس الأمريكية، تعد واحدة من الشركات الرائدة في قطاع الفضاء العالمي. تأسست الشركة عام 2002 على يد رجل الأعمال إيلون ماسك، بهدف تقليل تكاليف السفر إلى الفضاء وتطوير خطط لإنشاء مستعمرة بشرية على كوكب المريخ.
منذ نجاحها الأول عام 2008 بإطلاق صاروخ “فالكون 1″، واصلت الشركة نموها لتطرح صواريخ “فالكون 9” وكبسولات “دراجون 1″، والتي تُستخدم لنقل الإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع وكالة ناسا. وفي عام 2025، أصبحت سبيس إكس أكبر مزود لإطلاق الصواريخ في العالم، متفوقةً على جميع المنافسين من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك البرامج الوطنية الكبرى مثل البرنامج الفضائي الصيني.
حاليًا، تُنفذ الشركة عدة مهام أسبوعيًا تتضمن إطلاق الأقمار الصناعية وإرسال شحنات وأطقم بشرية إلى الفضاء، كما أنها تعمل على تطوير تقنيات جديدة مثل مركبة “ستارشيب”، الأكبر في تاريخ رحلات الفضاء، بالإضافة إلى برامج متقدمة لتطوير بدلات الفضاء ومركبات الهبوط على القمر ضمن برنامج “أرتميس” التابع لوكالة ناسا.