أب يروي قصة مأساة ابنه: من التستر على تعاطي المخدرات إلى إعلان وفاته بجرعة زائدة

قصة مؤلمة عن إدمان الحبوب المخدرة وخسارة عائلية

بين ألم الفقد ومرارة التجربة، يروي أب خليجي قصة ابنه الذي سقط في فخ إدمان الحبوب المخدرة منذ سن مبكرة، وانتهت مأساة حياته بوفاته نتيجة جرعة زائدة، على الرغم من محاولات يائسة لعلاجه. الأب لا يسعى للتعاطف، بل يهدف إلى نقل تجربته لكي لا تتكرر مع أي أسرة أخرى، سواء خلال فترة تعاطي ابنه أو الحزن الذي عانوا منه بعد وفاته.

تجربة مريرة مع الإدمان

كشف الأب عن الصدمات التي تعرض لها خلال تجربته مع ابنه، حيث اكتشف بحزن أنه كان في مرحلة متأخرة من الإدمان، بعدما تم ضبطه سابقاً أثناء سفره مع والدته لتلقي العلاج. كما أن المدرسة رصدت سلوكياته غير الطبيعية ولكنها لم تخبر الأسرة بذلك.

في حديثه مع بودكاست “متعافي” الذي تُديره مهرة المرزوقي، قال الأب إن ابنه كان لطيفاً وذكياً ومحبوباً من الجميع، وكان ينال كغيره من الأشقاء الرعاية من والديه، حيث كان يحرص على توصيله إلى المدرسة يومياً حتى سن السابعة عشر. لكن الأمور بدأت تتغير فجأة، حيث بدأ الابن في الانعزال، ويمضي الوقت في غرفته أو مع أصدقاء غير معروفين.

تعرض الابن لحادث مروري خطير أثناء مرافقة أحد أصدقائه، مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، وعند تلقي العلاج في الخارج، أخبرته طبيبة التخدير بأنه لا يستجيب للدواء بشكل طبيعي، مما أثار قلقه حول إمكانية تعاطيه المخدرات. ومع ذلك، لم يستطع الأب إجراء الفحوصات اللازمة لأنه كان قد تجاوز سن 18 الذي يتطلب موافقته.

بعد العودة من العلاج، بدأ الأب في مراقبة سلوكيات ابنه حتى اكتشف أدوات تعاطيه، فواجهه حيث انهار الابن طالباً العفو. ورغم أنه التزم لفترة، وعاد إلى دراسة الثانوية العامة وحصل على معدل جيد، إلا أن الأمور لم تتحسن كما كان يأمل.

ارتكب الأب خطأً بالتستر على مشكلة ابنه، مما جعل الأمور تتدهور، فقد حرم الابن من الخروج والنقود، لكنه تفاجأ بأنها كانت تصل إليه في المنزل بدون معرفته بمصدرها. وعند اكتشافه استئناف ابنه للتعاطي، لم يكن لديه خيار سوى إبلاغ الشرطة بعد أن أدرك صعوبة الوضع.

تم إلحاق الابن بمركز “إرادة” للعلاج، إلا أنه فر من المركز، وتحول من ابن بار ومحترم إلى شخص قاسٍ أناني، ولم يلبث الحال حتى توفي متأثراً بتعاطيه المخدرات. عبر الأب عن رغبة شديدة في إيصال رسالته، خاصة بعد أن شعر بالحزن الشديد عند حضور جنازات لشبان آخرين توفوا بنفس السبب، مؤكدًا أن الاكتشاف المبكر للإدمان واللجوء إلى الجهات المختصة يمكن أن ينقذ الأرواح.

نصح الآباء بعدم الشعور بالخزي عند اكتشاف إدمان أحد أبنائهم، مشدداً على أهمية الدعم والمراقبة، فالإهمال لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة. وأكد أنه رغم قربه من أبنائه، إلا أنه اضطر لتعويض دور أسرته بوسائل أخرى أثناء سفره. وخلص إلى ضرورة تكاتف المجتمع في مواجهة مشكلة الإدمان، محذراً من اعتبار أن أسرة واحدة في مأمن.

وشدد على دور المدرسة كمنصة أولى لرصد سلوكيات الطلبة وحمايتهم، مشيراً إلى أن التواصل المبكر يمكن أن يغير مجرى الأمور، حيث أن الشرطة والنيابة العامة تعاطوا مع ابنه بطريقة تعكس تفهمهم لخطورة الوضع.


خط الدفاع الأول

• الأسرة والمجتمع يمثلان خط الدفاع الأساسي: متابعة التغيرات السلوكية قد تنقذ حياة الشاب قبل أن يقع في فخ الإدمان.

• المخدرات الصناعية منتشرة بشكل خاص بين الشباب، لسهولة الوصول إليها.

• التدخل المبكر يزيد فرص العلاج بنسبة 70%، بينما التأخر قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

• تجاهل المشكلة يؤدي إلى تفاقم الأضرار، والدعم المستمر ضروري لكن يجب عدم تحمل العبء وحده.

• الإدمان لا يقتصر على الكمية المتعاطاة، بل يشمل أيضاً أسباب التعاطي. قد يبدأ من الفضول أو التجارب المؤلمة أو ضغوط الأقران.

• اكتشف الأب أن ابنه كان متورطاً في التعاطي منذ فترة طويلة وسبق ضبطه من الشرطة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *